(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً) من خلقه (أَحَدٌ.)» (١).
وبيّن عليهالسلام أيضا مفهوم وحدانيّة الله الذي جاء في هذه السورة الكريمة ، كما روى ابن بابويه القمّيّ في كتابه" معاني الأخبار" وكتابه" التوحيد" بإسناده عن المقدام بن شريح الهانئ عن أبيه (٢) ، قال : إن أعرابيّا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال يا أمير المؤمنين أتقول إن الله واحد؟ قال فحمل الناس عليه ، قالوا يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟! فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : دعوه فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم ، ثم قال : يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام : فوجهان منها لا يجوزان على الله عزوجل ، ووجهان يثبتان فيه. فأما اللذان لا يجوزان عليه : فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد أما ترى أنه كفر من قال ثالث ثلاثة ، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك وتعالى. وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه : فقول
__________________
(١) راجع مجمع البيان للطبرسي ، الجزء الثلاثون ، ص ٢٣٢ ، وكتاب : " معاني الأخبار" لابن بابويه القمّيّ ، ص ٥.
(٢) شريح بن هانئ بن يزيد الحارثيّ ، كان من خلّص أصحاب عليّ عليهالسلام (تنقيح المقال : ج ٢ ، ص ٨٣).