.................................................................................................
______________________________________________________
عمل بني أميّة ، وهو يتصدّق منه ويصل منه قرابته ويحجّ ليغفر له ما اكتسب ، وهو يقول : إنّ الحسنات يذهبن السيئات. فقال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ الخطيئة لا تكفّر الخطيئة ، ولكنّ الحسنة تحطّ الخطيئة. ثمّ قال : إن كان خلط الحرام حلالا فاختلطا جميعا فلا يعرف الحلال من الحرام فلا بأس».
قلت : أمّا أخبار الربا فإنّ ظاهرها كون الحلّية فيها مستندة إلى الجهل بحكم الربا ، وقد نفى عنه الخلاف في الحدائق كما سيجيء ، لا إلى اشتباه الحلال بالحرام ، وإن حكي ذلك عن بعض أفاضل المتأخّرين ، ولا أقلّ من تساوي الاحتمالين ، فلا يصحّ الاستدلال بها على المقام. وعن الحلّي في السرائر : وجوب الخمس في المال الذي يعلم أنّ فيه الربا. وعليه أيضا لا تدلّ هذه الأخبار على المدّعى ، لأنّه ـ مضافا إلى احتمال كون التخميس من الأسباب المملّكة ـ لا يحصل العلم حينئذ بالمخالفة. اللهمّ إلّا أن تعلم الزيادة عليه ، ولعلّه يقول بوجوب التصدّق بالزائد حينئذ. مع أنّه يحتمل أن يكون الحكم بالحلّية مع الجهل بالمالك ، وحينئذ يكون الحرام مجهول المالك ، فلا غرو حينئذ أن تكون الحليّة من جهة إذن الإمام عليهالسلام في التصرّف فيه ، بناء على كون مجهول المالك للإمام عليهالسلام ، ولذا قيل : إنّ الأحوط فيه التصدّق مع إذن المجتهد. ومنه يظهر الكلام في المال الموروث أيضا.
وفي الجواهر : «يمكن حمل بعض النصوص على العلم بأنّ الميّت كان يربي وإن لم يعلم في خصوص المال منه شيئا ، وعلى أنّه مجهول المالك وقد أباحه الإمام عليهالسلام عليه ، وعلى أنّه من الشبهة الغير المحصورة ، أو غير ذلك. بل في المحكيّ عن كشف الرموز أنّه يمكن أن يقال : إنّ من ادّعى اليوم في الإسلام جهالة تحريم الربا لا يسمع منه ، فيحمل النصّ والفتوى على أوّل الإسلام. وقد حكاه هو أيضا عن صاحب الشرائع» انتهى.
وبالجملة ، يكفي في توهين الاستدلال بها عدم تمسّك أحد ممّن وقفت على كلماته بها في المقام ، بل لا عامل بها في غير ما نحن فيه أيضا سوى ابن الجنيد على