العاشر : ما عنه بسنده إلى الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليهالسلام : " قال : أرأيتك لو حدّثتك بحديث العام ثمّ جئتني من قابل فحدّثتك بخلافه ، بأيّهما كنت تأخذ؟ قال : قلت : كنت آخذ بالأخير. فقال لي : رحمك الله" (١٢).
الحادي عشر : ما عنه بسنده الصحيح ـ ظاهرا ـ عن أبي عمرو الكناني عن أبي عبد الله عليهالسلام : " قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : يا أبا عمرو ، أرأيتك لو حدّثتك بحديث أو أفتيتك بفتيا ثمّ جئت بعد ذلك تسألني عنه ، فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك أو أفتيتك بخلاف ذلك ، بأيّهما كنت تأخذ؟ قلت : بأحدثهما وأدع الآخر. قال : قد أصبت يا أبا عمرو ، أبى الله إلّا أن يعبد سرّا (٢٨٥٩) ، أمّا والله ، لئن فعلتم ذلك ، إنّه لخير لي ولكم ، أبى الله لنا في دينه إلّا التقيّة" (١٣).
الثاني عشر : ما عنه بسنده الموثّق عن محمّد بن مسلم : " قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ما بال أقوام يروون عن فلان وفلان عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لا يتّهمون بالكذب ، فيجئ منكم خلافه؟ قال : إنّ الحديث ينسخ (٢٨٦٠) كما ينسخ القرآن" (١٤).
الثالث عشر : ما بسنده الحسن عن أبي حيّون مولى الرضا عليهالسلام عنه : " إنّ في أخبارنا محكما كمحكم القرآن ، ومتشابها كمتشابه القرآن ، فردّوا متشابهها إلى محكمها ، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها ، فتضلّوا" (١٥).
الرابع عشر : ما عن معاني الأخبار بسنده عن داود بن فرقد : " قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا (٢٨٦١) ، إنّ الكلمة
______________________________________________________
٢٨٥٩. الظاهر أنّ المراد تنظير الإفتاء بالحقّ سرّا ـ لأجل الخوف من إظهاره من المخالفين ـ بحسن العبادة سرّا ، كما يدلّ عليه آخر كلامه صلىاللهعليهوآله. فيكون ما أفتى به أوّلا واردا في مقام التقيّة ، وما أفتى به أخيرا على خلافه لبيان الواقع.
٢٨٦٠. دلّ على وجوب الأخذ بالأحدث.
٢٨٦١. حاصل المراد : أنّ الكلام قابل لأن يراد به معاني مختلفة ، بعضها من ظاهره ، وبعضها من تأويله على اختلاف الموارد ، فلو شاء إنسان صرف كلامه كيف شاء وأراد ، لجواز إرادة الحقيقة أو المعاني المجازيّة ولا يكذب. وأنتم أفقه