كما أن الظاهر أن يكون (لا) لنفي الحقيقة ، كما هو الأصل في هذا التركيب حقيقة أو ادعاء ، كناية عن نفي الآثار ، كما هو الظاهر من مثل : (لا صلاة لجار المسجد إلّا في المسجد) و (يا أشباه الرجال ولا رجال) فإن قضية البلاغة في الكلام هو إرادة نفي الحقيقة ادعاء ، لا نفي الحكم أو الصفة ، كما لا يخفى.
______________________________________________________
صحته لا يفيد للمغبون شيئا مع تمكنه من فسخها عند اطلاعه بالغبن فيها.
وقد يقال بظهور الثمرة بين القولين فيما إذا تردد المكلف بكونه مديونا لزيد أو عمرو أو تردد كون ما بيده لزيد أو لعمرو ، فإنه لا يكون نفس أداء الدين إلى دائنه أو ردّ العين التي في يده على مالكها ضرريا ، وإنما ينشأ الضرر من التكليف بالأداء أو ردّ المال على صاحبه ، حيث إنّه مع الجهالة بالدّائن أو المالك وترددهما بين شخصين أو أشخاص يكون التكليف بالأداء والردّ ضرريا ، ولكن قد ظهر مما تقدم كون الضرر في إحراز الأداء والرد ، بل يمكن أن يقال إن إحرازهما أيضا أمر ممكن لا ضرر فيه ، وذلك بأن يؤدى الدين أو العين إلى أحدهما أولا ثم أخذهما ممن أدى إليه ولو قهرا بلا رضاه ، والرد على الثاني ثانيا حيث يعلم بسقوط الدين أو ردّ المال على صاحبه والأخذ ممن أعطاه أولا ولو بلا رضاه مجرى أصالة الحلية وعدم الضمان ، كما يمكن إحراز الامتثال بالمصالحة مع الشخصين أو الرجوع إلى القرعة بينهما.
وقد يقال بظهور الثمرة بين القولين فيما إذا توقف الاغتسال أو الوضوء على صرف المال الكثير بشراء المال ونحوه ، فإن إيجاب الاغتسال أو الوضوء يكون ضرريا حيث يتوقف امتثاله على تحصيل الماء الموقوف على صرف المال المذكور بخلاف نفس الوضوء ، فإن الوضوء لا ضرر في نفسه ، بل الضرر في شراء الماء الذي يقتضيه التكليف به ، وفيه أن نفس الوضوء كوجوبه في الفرض ضرري أيضا حيث يوجب نقص ما له بالشراء.