عن جعفر بن محمّد أنّه كان يتولّى الشيخين! فمن يضع مثل هذا لا يستبعد منه أن يضع على ابن عبّاس في نزول الآية.
ثمّ إنّ الراوي عن شعبة عند أحمد « يحيى بن عبّاد الضبعي البصري » قال الخطيب : « نزل بغداد وحدّث بها عن شعبة ... روى عنه أحمد بن حنبل ... » (١).
وقد أورد ابن حجر هذا الرجل فيمن تُكلّم فيه من رجال البخاري ، فنقل عن الساجي أنّه ضعيف ، وعن ابن معين أنّه ليس بذاك وإنْ صدّقه (٢).
وروى الخطيب بإسناده عن ابن المديني ، قال : سمعت أبي يقول : يحيى ابن عبّاد ليس ممن أُحدّث عنه ، وبشّار الخفّاف أمثل منه.
وبإسناده عن يحيى بن معين : لم يكن بذاك ، قد سمع وكان صدوقاً ، وقد أتيناه ، فأخرج كتاباً ، فإذا هو لا يحسن أن يقرأه ، فانصرفنا عنه.
وبإسناده عن الساجي : ضعيف ، حدّث عنه أهل بغداد. سمعت الحسن بن محمّد الزعفراني يحدّث عنه عن الشعبي وغيره ، لم يحدّث عنه أحد من أصحابنا بالبصرة ، لا بندار ولا ابن المثّنى.
وقد أورده الذهبي في ميزانه مقتصراً على تضعيف الساجي (٣).
والراوي عن شعبة عند البخاري « محمّد بن جعفر ـ غندر » وقد أدرجه ابن حجر فيمن تُكلّم فيه ، بمناسبة قول أبي حاتم : « يُكتب حديثه عن غير شعبة ويُحتجّ به » (٤) ، وبهذه المناسبة أيضاً أورده الذهبي في ميزانه (٥).
والراوي عنه : « محمّد بن بشّار » وهو أيضاً ممن تكلّم فيه غير واحدٍ من
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٤٤.
(٢) مقدمة فتح الباري : ٤٥٢.
(٣) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٨٧.
(٤) مقدّمة فتح الباري : ٤٣٧.
(٥) ميزان الاعتدال ٣ / ٥٠٢.