يغذي الصبي ثم كان يطعم ويشرب ويحدث ؟ قالوا : بلى ، قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم ؟ فسكتوا فأنزل الله فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية .
أقول : وروى هذا المعنى السيوطي في الدر المنثور عن أبي إسحق وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن جعفر بن الزبير وعن ابن إسحق عن محمد بن سهل بن أبي أمامة ، أما القصة فسيجيء نقلها ، وأما نزول أول السورة في ذلك فكأنه اجتهاد منهم وقد تقدم : أن ظاهر سياقها نزولها دفعة .
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : الشقي من شقى في بطن أُمه ، والسعيد من سعد في بطن أُمه .
وفي الكافي عن الباقر عليهالسلام قال : إن الله إذا أراد
أن يخلق النطفة التي هي مما أخذ عليه الميثاق من صلب آدم أو ما يبدو له فيه ويجعلها في الرحم حرّك الرجل للجماع وأوحى الى الرحم أن افتحي بابك حتى يلج فيك خلقي وقضائي النافذ وقدري ، فتفتح بابها ، فتصل النطفة إلى الرحم ، فتردد فيه أربعين يوماً ، ثم تصير علقة أربعين
يوماً ، ثم تصير مضغة أربعين يوماً ، ثم تصير لحماً تجري فيه عروق مشتبكة ، ثم يبعث
الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء الله ، يقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة ، فيصلان الى الرحم وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فينفخان فيها روح الحياة والبقاء ، ويشقان له السمع والبصر والجوارح وجميع
ما في البطن بإذن الله تعالى ، ثم يوحي الله الى الملكين : اكتبا عليه قضائي وقدري
ونافذ أمري واشترطا لي البداء فيما تكتبان . فيقولان : يا رب ما نكتب ؟ فيوحي الله عز وجل إليهما : أن ارفعا رؤوسكما إلى رأس امه ، فيرفعان رؤسهما فإذا اللوح يقرع جبهة امه ، فينظر ان فيه ، فيجدان في اللوح صورته وزينته وأجله وميثاقه سعيداً أو شقياً وجميع شأنه ، فيملي أحدهما على صاحبه ، فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان ، ثم يختمان الكتاب ويجعلانه بين عينيه ، ثم يقيمانه قائماً
في بطن أُمه ، قال : فربما عتا فانقلب ، ولا يكون ذلك إلا في كل عات أو مارد ، وإذا بلغ أوان خروج الولد تاماً أو غير تام أوحى الله الى الرحم : أن افتحي بابك حتى
يخرج خلقي إلى أرضي وينفذ فيه أمري فقد بلغ أوان خروجه ، قال : فتفتح الرحم باب الولد فينقلب فتصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في أسفل البطن ليسهل الله على المرأة
وعلى الولد الخروج ، فبعث الله عز وجل اليه ملكاً يقال له : زاجر فيزجره زجرة