جهتي المغرب التي بها بيت المقدس ، والمشرق التي يستقبلها النصارى فعد ذلك من الطائفتين انحرافاً عن حاق الوسط ، وقد أيد هذه العناية لفظ الآية وكذلك جعلناكم امة وسطاً الآية ، وبالجملة فإنما هي عناية لطيفة لا تزيد على ذلك .
وفي الكافي عن الصادق عليهالسلام : خالصاً مخلصاً ليس فيه شيء عن عبادة الأوثان .
وفي المجمع في قوله تعالى : إن اولی الناس بإبراهيم الآية ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إن اولى الناس بالأنبياء أعملهم بما جاءوا به ثم تلا هذه الآية وقال : ان ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته ، وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت لحمته .
وفي الكافي وتفسير العياشي عن الصادق عليهالسلام : هم الأئمة ومن اتبعهم .
وفي تفسيري القمي والعياشي عن عمر بن اذينة عنه عليهالسلام قال : أنتم والله من آل محمد ، فقلت : من أنفسهم جعلت فداك ؟ قال : نعم والله من أنفسهم ثلاثاً ، ثم نظر إلي ونظرت اليه ، فقال : يا عمر إن الله يقول في كتابه : إن اولی الناس ، الآية .
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا الآية ، عن الباقر عليهالسلام : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما قدم المدينة وهو يصلي نحو بيت المقدس أعجب ذلك القوم فلما صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت الله الحرام وجدت اليهود من ذلك ، وكان صرف القبلة صلوة الظهر ، فقالوا صلى محمد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمد وجه النهار وأكفروا آخره يعنون القبلة حين استقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المسجد الحرام .
اقول : والرواية كما ترى تجعل قوله : وجه النهار ، ظرفاً لقوله : أنزل ، دون قوله : آمنوا ، وقد تقدم الكلام فيه في البيان السابق .
وفي الدر المنثور أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : وقالت طائفة الآية ، قال : إن طائفة من اليهود قالت : إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا ، وإذا كان آخره فصلوا صلوتكم لعلهم يقولون : هؤلاء أهل الكتاب وهم أعلم منا لعلهم ينقلبون عن دينهم .
أقول : ورواه فيه أيضاً عن السدي ومجاهد .