« أني سألت عدة من شيوخ البلد ومعمريهم عن عيسى المسيح فوجدتهم لا يحسنون مجاوبتي فيما أسألهم [ هذا والسنة سنة ٦٢ ميلادية وهم شيوخ ! ] .
حتى لقيت بياع زيتون فسألته هل يعرفه ؟ فأنعم لي في الجواب ثم دلني على رجل اسمه يوسف ، وذكر أنه كان من أتباعه ومحبيه ، وأنه خبير بقصصه بصير بأخباره يستطيع أن يجيبك فيما تسأله عنه .
فلقيت يوسف اليوم بعدما تفحصت أياماً فوجدته شيخاً هرماً وقد كان قديماً يصطاد السمك في بعض البحيرات من هذه الناحية .
كان الرجل على كبر سنه صحيح المشاعر جيد الحافظة وقص لي جميع الأخبار والقضايا الحادثة في ذلك الأوان ، أوان الاغتشاش والفتنة .
ذكر أن فونتيوس فيلاطوس كان حاكماً على سامرا ويهوديه في عهد القيصر « تي بريوس » .
فاتفق أن وقع أيام حكومته فتنة في اورشليم فسافر فونتيوس فيلاطوس اليه لإخماد ما فيه من نار الفتنة وكانت الفتنة هي ما شاع يومئذ أن ابن نجار من أهل الناصرة يدعو الناس ويستنهضهم على الحكومة .
فلما تحققوا أمره تبين أن ابن النجار المتهم شاب عاقل متين لم يرتكب ما يوجب عليه سياسة غير أن رؤساء المذهب من اليهود كانوا يخالفونه ويباغضونه بأشد ما يكون ، وقد قالوا لفيلاطوس إن هذا الشاب الناصري يقول : لو أن يونانياً أو رومياً أو فلسطينياً عامل الناس وعاشرهم بالعدالة والشفقة كان عند الله كمن صرف عمره في مطالعة كتاب الله وتلاوة آياته .
وكأن هذه التعرضات والاقتراحات لم تؤثر في فيلاطوس أثرها لكنه لما سمع ازدحام الناس قبال المعبد وهم يريدون أن يقبضوا على عيسى وأصحابه ويقطعوهم إرباً إرباً رأى أن الأصلح أن يقبض هو على هذا الشاب النجار ويسجنه حتى لا يقتل بأيدي الناس في غوغائهم .
وكان فيلاطوس لم يتضح له سبب ما ينقمه الناس
من عيسى كل الاتضاح ، وكلما