« إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ٥٦ : ٧٧. فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ: ٧٨. لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ: ٧٩. تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ: ٨٠ ».
وعلى ما ذكرناه فليس كل ما نزل من الله وحيا يلزم أن يكون من القرآن ، فالذي يستفاد من الروايات في هذا المقام أن مصحف علي عليهالسلام كان مشتملا على زيادات تنزيلا أو تأويلا. ولا دلالة في شيء من هذه الروايات على أن تلك الزيادات هي من القرآن. وعلى ذلك يحمل ما ورد من ذكر أسماء المنافقين في مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام فإن ذكر أسمائهم لا بد وأن يكون بعنوان التفسير.
ويدل على ذلك ما تقدم من الادلة القاطعة على عدم سقوط شيء من القرآن ، أضف إلى ذلك أن سيرة النبي (ص) مع المنافقين تأبى ذلك فإن دأبة تأليف قلوبهم ، والاسرار بما يعلمه من نفاقهم ، وهذا واضح لمن له أدنى اطلاع على سيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وحسن أخلاقه ، فكيف يمكن أن يذكر أسماءهم في القرآن ، ويأمرهم بلعن أنفسهم ، ويأمر سائر المسلمين بذلك ويحثهم عليه ليلا ونهارا ، وهل يحتمل ذلك حتى ينظر في صحته وفساده أو يتمسك في إثباته بما في بعض الروايات من وجود أسماء جملة من المنافقين في مصحف علي عليهالسلام وهل يقاس ذلك بذكر أبي لهب المعلن بشركه ، ومعاداته النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع علم النبي بأنه يموت على شركه. نعم لا بعد في ذكر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أسماء المنافقين لبعض خواصه كأمير المؤمنين عليهالسلام وغيره في مجالسه الخاصة.
وحاصل ما تقدم : أن وجود الزيادات في مصحف علي عليهالسلام وإن كان صحيحا ، إلا أن هذه الزيادات ليست من القرآن ، ومما أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
( البيان ـ ١٥ )