٢٧ ـ « وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ١٠ : ١٠٩ ».
فعن ابن زيد : أن هذه الآية منسوخة بالامر بالجهاد ، والغلظة على الكفار (١) وبطلان هذا القول يظهر مما قدمناه في إبطال دعوى النسخ في الآية الاولى من الآيات التي نبحث عن نسخها ، فلا حاجة إلى الاعادة أضف إلى ذلك أنه لا دلالة على أن المراد من الصبر في هذه الآية هو الصبر على الكفار ، نعم الصبر عليهم يشمله إطلاق الآية ، وعليه فلا وجه لدعوى النسخ فيها.
٢٨ ـ « وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ١٥ : ٨٥ ».
فعن ابن عباس ، وسعيد ، وقتادة : أنها منسوخة بآية السيف (٢) ، وغير خفي أن الصفح المأمور به في الآية المباركة هو الصفح عن الاذى الذي كان يصل من المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على تبليغه شريعة ربه ، ولا علاقة له بالقتال ، ويشهد لهذا قوله تعالى بعيد ذلك.
« فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ١٥ : ٩٤. إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ : ٩٥ ».
وحاصل الآية : أن الله سبحانه يحرض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على المصابرة في تبليغ
__________________
١ ـ الناسخ والمنسوخ للنحاس ص ١٧٨.
٢ ـ نفس المصدر ص ١٨٠.