والروايات الدالة على هذا متواترة من الطريقين (١) ، ومع ذلك كيف يجوز الحكم بشرك من زار قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأوصياءه (ع) متقربا إلى الله وهو يشهد الشهادتين :
« وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ٤ : ٩٤ ».
ولسوف يحكم الله بين عباده بالحق وهو أحكم الحاكمين.
دواعي العبادة :
العبادة فعل اختياري ، فلا بد لها من باعث نفساني يبعث نحوها ، وهو أحد امور :
١ ـ أن يكون الداعي لعبادة الله هو طمع الانسان في إنعامه ، وبما يجزيه عليها من الاجر والثواب ، حسبما وعده في كتابه الكريم :
« وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ٤ : ١٣. وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ٥ : ٩ ».
٢ ـ أن يكون الداعي للعبادة هو الخوف من العقاب على المخالفة :
« إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٠ : ١٥. إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ٧٦ : ١٠ ».
وقد أشير إلى كلا الامرين في عدة من الايات الكريمة :
__________________
١ ـ انظر التعليقة رقم (٢٣) لمعرفة ان الاسلام يدور مدار الشهادتين ـ في قسم التعليقات.