قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الثّاقب في المناقب

276/701
*

أن يبعث معي بهذا المال ، فإذا دفعه إليّ أخذت طريق الكرخة (١) فذهبت به .

فأتاه وقال : بلغني أنّك تريد أن تبعث بمال إلى البصرة ؟ قال : «نعم» قال : فادفعه إليّ فأبلغه ، واجعل لي ما تجعل لمن تبعثه . فقد عرفت صحبتي .

قال : فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : «خذ طريق الكرخة» (٢) .

٢٤٢ / ١١ ـ حدّث أبو مهاجر زيد بن رواحة العبديّ ، قال : دخلت الكوفة بعد موت الحجّاج فدخلت المسجد الجامع وأنا أقول : الحمد لله الذي أخلى منه الديار والآثار ، وجعل مصيره إلى النار ؛ فسمعني رجل كان هناك جالساً إلىٰ بعض سواري المسجد ، فقال لي : يا رجل ، خف الله تعالى على نفسك ، واحبس على لسانك ، فإنّك في أرض مسبعة ، وأوطان موحشة ، فإن يك خائناً فقد هلك ، وإن يك حامداً فقد ملك .

قال : فأنست به وجلست إليه فتحدّثنا ساعة ، ورأيت جماعة منكبة على رجل وهو يحدّثهم ، وهم يسمعون منه ، ويكتبون عنه ، فقلت لصاحبي : من هذا الرجل ؟ فقال : رجل شهد مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه البصرة وصفّين والنهروان ، والناس يسمعون منه ، ويأخذون عنه ، وهو رجل له أصل وشرف ولب وعقل .

فقلت له : هل لك أن تدنو منه ، فلعلنا نسمع منه شيئاً ننتفع به . قال : نعم . فدنونا منه ، فإذا هو يحدِّث عن أمير المؤمنين صلوات الله

___________________

(١ ، ٢) في المخطوطات : المكرخة ، وما أثبتناه من المصادر .

والكرخة : مدينة بخوزستان عامرة صغيرة ، انظر «أحسن التقاسيم : ٣٦ ، ٣١٢» .

١١ ـ مدينة المعاجز : ٩٨ / ٢٥١ ، ذيله الرواية .