قال : فذهبت فلمّا صرت بأعلى عقبة أفيق أشرفت على أهل اليمن ، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي ، مشرعون (١) رماحهم ، مشرعون أسنّتهم ، متنكبون قسيهم ، شاهرون سلاحهم ، فناديت بأعلى صوتي : يا شجر ، يا مدر ، يا ثرى ، محمّد رسول الله يقرئكم السلام ، فلم يبق شجر ، ولا مدر ، ولا ثرى ، إلّا ارتجّ بصوت واحد : وعلى محمّد رسول الله السلام ، وعليك السلام ، فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم ، فوقع السلاح من أيديهم ، وأقبلوا إليّ مسرعين ، فأصلحت بينهم ، وانصرفت عنهم» .
٥١ / ٦ ـ وعنه عليه السلام ، قال : «ولقد أخذ يوم خيبر ـ أو يوم حنين ، الشكّ من الراوي ـ حجراً ، فسمع للحجر تسبيح وتقديس ، ثمّ قال للحجر : انفلق فانفلق ثلاث فلق ، فسمع لكلّ فلقة تسبيح لا تسمع لأخرى ، والمنّة لله» .
٥٢ / ٧ ـ عن إبراهيم بن عبد الأكرم الأنصاريّ ، ثمّ النجاريّ ، قال : دخل رسول الله (ص) هو وسهل بن حنيف ، وأبو أيوب حائطاً من حوائط بني النجّار ، فلمّا دخل ناداه حجر على رأس بئر لهم ، تنضح السواني عليها (٣) ، فكلّمه .
ثمّ ناداه الرمل وكلّمه .
فلمّا دنا من النخل ، نادته العراجين من كل جانب : السلام
___________________
(١) مشرعون : مسددون ، مصوّبون «الصحاح ـ شرع ـ ٣ : ١٢٣٦» .
(٢) القَسِيّ : ثياب من كتان مخلوطة بحرير «مجمع البحرين ـ قسس ـ ٤ : ٩٦» .
٦ ـ الاحتجاج : ٢٣٥ .
٧ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٨ .
(٣) السواني : جمع سانيه ، وهي ما يعرف بالساقية ، أو الناعور وأيضاً : الناقة يستقىٰ عليها من البئر ، المعجم الوسيط ١ : ٤٥٧ مادة سنىٰ ، لسان العرب ١٤ : ٤٠٤ .