فتنته الدنيا وفتن غيره ومتعلم من عالم على سبيل هدى من الله ونجاة ثم هلك من ادعى و ( خابَ مَنِ افْتَرى ).
٢ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة سالم بن مكرم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال الناس ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء.
______________________________________________________
داخل في هذا القسم إذ هو أيضا مدع للعلم بما تعلمه من إمام الضلال ومعجب به ، ويدعو الناس أيضا إلى هذا التقليد الباطل أو يقال : اكتفى عليهالسلام بذكر ضلالتهم من ذكر ضلال أتباعهم ، فإن الأئمة أيضا إذا كانوا ضالين فأتباعهم كذلك بالطريق الأولى ، مع أنه عليهالسلام أومأ إليهم بقوله : وفتن غيره ، وربما يوجه الخبر بوجه آخر وهو أن الناس اتبعوا ورجعوا في دينهم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ثلاثة أصناف فبعضهم اتبعوا أئمة الهدى عليهالسلام ، وبعضهم اتبعوا أئمة الضلال ، وبعضهم اتبعوا العلماء المحقة من الفرقة الناجية ، فالفرقة الثانية هالكة لهلاك أئمتهم ، والفرقتان الباقيتان ناجيتان لانتهاء علمهم إلى إمام الحق بواسطة أو بدونها والأول أظهر.
الحديث الثاني ضعيف على المشهور.
قوله عليهالسلام غثاء : الغثاء بضم الغين المعجمة والثاء المثلثة والمد ما يجيء فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره ، وتشبيه غير العالم والمتعلم به إما من جهة عدم الانتفاع به وعدم الاعتناء بشأنه كما أن الغثاء لا ينتفع به ولا يعتنى بشأنه ، أو من جهة أنه في أعماله وأفعاله لا يدري إلى ما يؤول أمره ، كما أن الغثاء يتحرك فوق الماء ولا يدري مئال أمره أو من جهة أنه يتحرك بتحريك الشهوات النفسانية والتسويلات الشيطانية ، كالغثاء الذي يتحرك بحركة الماء من غير اختيار للامتناع منها ، أو من جهة أن وجوده بالعرض والتبع ، وليس مقصودا بالذات في الإيجاد ، كما أن الغثاء ليست حركته إلا بتبعية حركة السيل وبالعرض ، ويحتمل أن يكون التشبيه من جميع تلك الجهات فيكون أتم وأكمل.