٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في هذه الآية ـ ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ) (١) قال ليكن الناس عندك في العلم سواء.
______________________________________________________
والثالث : أن العلم غاية الخلق والغاية متقدمة على ذي الغاية لأنها سبب له.
والرابع : أن الجهل عدم العلم والإعدام إنما تعرف بملكاتها وتتبعها ، فالعلم متقدم على الجهل بالحقيقة والماهية.
والخامس : أنه أشرف فله التقدم بالشرف والرتبة.
والسادس : أن الجاهل إنما يتعلم بواسطة العالم وتعليمه ، يقال علمه فتعلم.
وقال بعض الأفاضل ونعم ما قال : لو حمل القبلية على الزمانية حيث كان خلق الجاهل من العباد بعد وجود العالم كالقلم واللوح والملائكة وآدم بالنسبة إلى أولاده ، فيصح كون الأمر بالطلب بعد الأمر ببذل العلم ، حيث يأمر الله تعالى بما تقتضيه حكمته البالغة وبما هو الأصلح عند وجود من يستحق أن يخاطب به ، ولأن من لم يسبق الجهل على علمه يعلم باطلاع منه سبحانه حسن أن يبذل العلم ومطلوبيته له تعالى ، وهذا أخذ العهد ببذل العلم ، ولو حمل على القبلية بالرتبة والشرف فيمكن توجيهه بأن يقال : العلم لما كان أشرف من الجهل والعالم أقرب من جنابه سبحانه في الرتبة ، ولا يصل العهد منه سبحانه إلى الجاهل إلا بوساطة يعلم العالم من ذلك أن عليه البذل عند الطلب ، أو يقال من جملة علمه وجوب البذل عند الطلب.
الحديث الثاني : ضعيف كالموثق.
قوله تعالى ( وَلا تُصَعِّرْ ) تصعير الخد إمالته تكبرا ، ومعنى الآية لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرا ، ولعل معنى الحديث أن العالم إذا رجح بعض تلامذته على بعض في النظر وحسن المعاشرة ، أو تكبر واستنكف عن تعليم بعضهم أو نصحه ، فكأنه مال بوجهه عنه أو تكبر ، ويؤيده أن هذا الخطاب كان من لقمان عليهالسلام لابنه
__________________
(١) سورة لقما : ١٨.