١٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن محمد بن علي رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إياكم والكذب المفترع قيل له وما الكذب المفترع قال أن يحدثك الرجل بالحديث فتتركه وترويه عن الذي حدثك عنه.
______________________________________________________
الحديث الثاني عشر مرفوع أو ضعيف إذ الظاهر أن محمد بن علي هو أبو سمينة.
قوله عليهالسلام إياكم والكذب المفترع : قيل أي الكذب الحاجز بين الرجل وبين قبول روايته من فرع فلان بين الشيئين إذا حجز بينهما ، أو هو من فرع الشيء ارتفع وعلا ، وفرعت الجبل أي صعدته لأنه يريد أن يرفع حديثه بإسقاط الواسطة ، أو المراد به الكذب الذي يزيل عن الراوي ما يوجب قبول روايته ، والعمل بها أي العدالة من افترعت البكر افتضضتها وأزلت بكارتها أو الكذب الذي أزيل بكارته يعني وقع مثله من السابقين من الرواة ، أو الكذب المبتدأ أي المستحدث ، وفيه إيماء إلى أنه لم يقع مثله من السابقين أو المتعلق بذكر أحد ابتداء ، ومن قولهم بئس ما افترعت به أي ابتدأت به ، والمفترع على الأخيرين اسم مفعول وعلى الثلاثة الأول اسم فاعل ، وقيل : المراد أنه كذب هو فرع لكذب رجل آخر ، فإن ساندته إليه فإن كان كاذبا أيضا فلست بكاذب بخلاف ما إذا أسقطته فإنه إن كان كاذبا فأنت أيضا كاذب ، وقيل الافتراع بمعنى التفرع ، فإنه فرع قوله على صدق الراوي ، فإن قال في نفسه إذا رواه الفرع عن الأصل فقد قاله الأصل ، فيجوز لي أن أسنده إلى الأصل ، فأسنده إليه فإنما كان كذبا لأنه غير جازم بصدوره عن الأصل ، ولعل الفرع قد كذب عليه أو سها في نسبته إليه ، ولا بد له من تجويز ذلك ، فلا يحصل له الجزم به فهو كاذب في قوله ، وإن قدرنا أن الأصل قد قاله كما أن المنافقين كانوا كاذبين في شهادتهم بالرسالة لأنهم كانوا غير جازمين به ، وإنما كان كذبا مفترعا لأنه فرع على كذب مقدر ، ولعله لم يكن كذبا فهو ليس بكذب صريح بل هو كذب مفترع ، كما أنه صدق مفترع ، ومنهم من صحف وقرع بالقاف من الاقتراع بمعنى الاختيار.