١٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن الحسين بن مياح ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إن إبليس قاس نفسه بآدم
______________________________________________________
الحديث الثامن عشر ضعيف.
قوله عليهالسلام قاس نفسه ، يحتمل أن يكون المراد بالقياس هنا ما هو أعم من القياس الفقهي من الاستحسانات العقلية ، والآراء الواهية التي لم تؤخذ من الكتاب والسنة ، ويكون المراد أن طريق العقل مما يقع فيه الخطأ كثيرا فلا يجوز الاتكال عليه في أمور الدين ، بل يجب الرجوع في جميع ذلك إلى أوصياء سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين ، وهذا هو الظاهر في أكثر أخبار هذا الباب فالمراد بالقياس هنا القياس اللغوي ، ويرجع قياس إبليس إلى قياس منطقي مادته مغالطة ، لأنه استدل أولا على خيريته بأنه من نار ومادة آدم من طين ، والنار خير من الطين ، فاستنتج من ذلك أن مادته خير من مادة آدم ، ثم جعل ذلك صغرى ، ورتب القياس هكذا ، مادته خير من مادة آدم ، وكل من كان مادته خيرا من مادة غيره يكون خيرا منه ، فاستنتج أنه خير من آدم ، ويرجع كلامه عليهالسلام إلى منع كبرى القياس الثاني ، بأنه لا يلزم من خيرية مادة أحد من غيره كونه خيرا منه ، إذ لعله تكون صورة الغير في غاية الشرافة ، وبذلك يكون ذلك الغير أشرف ، كما أن آدم لشرافة نفسه الناطقة التي جعلها الله محل أنواره ومورد إسراره أشد نورا وضياء من النار ، إذ نور النار لا يظهر إلا المحسوسات ومع ذلك ينطفئ بالماء والهواء ، ويضمحل بضوء الكواكب ونور آدم نور به يظهر عليه أسرار الملك والملكوت ولا ينطفئ بهذه الأسباب والدواعي ، ويحتمل أن يكون المراد بنور آدم عقله الذي به نور الله نفسه ، وبه شرفه على غيره ، ويحتمل إرجاع كلامه إلى إبطال كبرى القياس الأول بأن إبليس نظر إلى النور الظاهر في النار ، وغفل عن النور الذي أودعه الله في طين آدم لتواضعه ومذلته ، فجعله لذلك محل رحمته ومورد فيضه ، وأظهر منه أنواع النباتات والرياحين والثمار والمعادن والحيوان ، وجعله قابلا لإفاضة الروح عليه ، وجعله محلا لعلمه وحكمته ، فنور