عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام أيها الناس إن الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول صلىاللهعليهوآله وأنزل إليه الكتاب بالحق وأنتم أميون عن الكتاب ومن أنزله وعن الرسول ومن أرسله على حين ( فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ) وطول هجعة من الأمم وانبساط من الجهل واعتراض من الفتنة وانتقاض من المبرم وعمى عن الحق واعتساف من الجور وامتحاق من الدين وتلظ من الحروب على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا ويبس من أغصانها وانتثار من ورقها ويأس من ثمرها واغورار من
______________________________________________________
قوله عليهالسلام وأنتم أميون : قال في النهاية فيه إنا أمه أمية لا نكتب ولا نحسب أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتاب والحساب فهم على جبلتهم الأولى ، وقيل الأمي الذي لا يكتب ، ومنه الحديث : بعثت إلى أمة أمية ، قيل : للعرب أميون ، لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة « انتهى » والمراد هنا من لا يعرف الكتابة والخط والعلوم والمعارف ، وضمن ما يعدى بعن كالنوم والغفلة ، والتلظي :اشتعال النار ، واغورار الماء : ذهابه في باطن الأرض ، والظاهر أن هذه الاستعارات والترشيحات لبيان خلو الدنيا حينئذ عن آثار العلم والهداية ، وما يوجب السعادات الأخروية ، ويحتمل أن يكون المراد بها بيان خلوها عن الأمن والرفاهية والمنافع الدنيوية ليكون ما يذكر بعيدها تأسيسا ، ويحتمل التعميم أيضا والدروس : الإمحاء والردى الهلاك ، وقوله عليهالسلام : متهجمة في بعض النسخ بتقديم الجيم على الهاء وهو الصواب ، يقال : فلان يتجهمني أي يلقاني بغلظة ووجه كريه ، وفي أكثر النسخ بتقديم الهاء وهو الدخول بغتة وانهدام البيت ، ولا يخلوان من مناسبة أيضا ، والمكفهر من الوجوه : القليل اللحم ، الغليظ الذي لا يستحيي ، والمتعبس ، والمراد بالجيفة : الميتة أو مطلق الحرام والشعار ما يلي شعر الجسد من الثياب ، والدثار ما فوق الشعار منها ومناسبة الخوف بالشعار والسيف بالدثار غير خفية على ذوي الأنظار ، والتمزيق التخريق والتقطيع والتفريق والممزق كمعظم أيضا مصدر ، والمراد به تفرقهم في البلدان للخوف ، أو تفرقهم في الأديان والأهواء ، والموءودة البنت المدفونة حية ، وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ببناتهم لخوف