بشيء يشبهه ولا يهرم لطول البقاء ولا يصعق لشيء بل لخوفه تصعق الأشياء كلها كان حيا بلا حياة حادثة ولا كون موصوف ولا كيف محدود ولا أين موقوف عليه ولا مكان جاور شيئا بل حي يعرف وملك لم يزل له القدرة والملك أنشأ ما شاء حين
______________________________________________________
« ولا يعرف » بعد الكون « بشيء يشبهه » حيث لا شبه له ، لا يهرم لطول البقاء كما في المعمرين من البشر لو هن قواهم « ولا يصعق » أي لا يغشى عليه لخوف أو غيره ، لأن وجوده وكمالاته بذاته ، فلا يمكن زواله والتغير فيه « بل لخوفه » لأن الكل محتاج إليه مجبور بقدرته مسخر له مضطر إليه « تصعق الأشياء كلها » أي تهلك أو تضعف عند ظهور قدرته وتجليه ، كما قال ( خَرَّ مُوسى صَعِقاً ) (١) وقال سبحانه ( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ ( مَنْ فِي ) الْأَرْضِ ) (٢)
« ولا كون موصوف » النفي راجع إلى القيد ، والمراد أنه ليس له وجود موصوف بكونه زائدا عليه ، لأن وجوده عين ذاته أو بكونه في زمان أو مكان لأن وجوده منزه عنهما ، أو المراد أنه ليس له وجود موصوف محدود بحد حقيقي يخبر عن ذاتياته أو بحد ونهاية.
وقيل : المراد بالكون الموصوف الوجود المتصف بالتغير أو عدمه عما من شأنه التغير المعبر عنهما بالحركة والسكون « ولا كيف محدود » المراد بالكيف إما مطلق الصفة فيكون النفي راجعا إلى القيد ، أو الكيفيات الجسمانية فيكون راجعا إليهما معا ، « ولا أين موقوف عليه » أي أين يكون وقوفه وقيامه عليه ، أو يتوقف وجوده عليه « ولا مكان جاور شيئا » بالمهملة أي مكان خاص مجاور المكان آخر ، أو بالمعجمة كما في بعض النسخ ، أي مجاوز عن مكان آخر بأن يكون فوقه مثلا « بل حي يعرف » على المجهول أي يعرف أنه حي بإدراك آثار يعد من آثار الحي لا باتصافه بمفهوم الحياة التي هي صفة قائمة بموصوفها ، أو على المعلوم أي يعرف الأشياء بذاته « وملك لم يزل له القدرة » أي له القدرة والعز والسلطنة
__________________
(١) سورة الأعراف : ١٤٣.
(٢) سورة الزمر : ٦٨.