فصل وفصله جزاء وأمره واقع ( لَمْ يَلِدْ ) فيورث ( وَلَمْ يُولَدْ ) فيشارك ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ).
٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد قال قال سئل علي بن الحسين عليهالسلام عن التوحيد فقال إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى ( قُلْ هُوَ اللهُ
______________________________________________________
ليس إرادته الفعل من العبد إرادة فصل وقطع لا تتخلف بل المقطوع به الجزاء المترتب على الفعل ، وفي بعض النسخ : وفضله بالضاد المعجمة ، أي سمى فضله على العباد جزاء إذ لا يستحقون بأعمالهم شيئا وأمره واقع أراد به الأمر التكويني كمال قال سبحانه ( إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (١) ( لَمْ يَلِدْ ) فيورث على بناء الفاعل أي لم ينفصل عنه شيء داخل فيه فينتقل إذن منه شيء إليه ، أو على بناء المفعول فيورثه الولد من صفاته إذ معلوم مشاركة الولد للوالد في النوع والصنف وأكثر الصفات المخصوصة ( وَلَمْ يُولَدْ ) فيشارك أي لم ينفصل عن شيء كان هو داخلا فيه فإذن يشارك أي ذلك فيما كان من صفاته ، أو يشارك أي يشاركه ذلك الشيء فيما هو من صفاته ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) أي لا مكافئ له في وجوب الوجود.
الحديث الثالث : صحيح.
قوله عليهالسلام متعمقون : أي ليتعمقوا فيه أو لا يتعمقوا كثيرا بأفكارهم بل يقتصروا في معرفته سبحانه على ما بين لهم ، أو يكون لهم معيارا يعرضون أفكارهم عليها ، فلا يزلوا ولا يخطأوا ، والأوسط أظهر ، وآيات الحديد مشتملة على دقائق المعرفة حيث دل بقوله سبحانه ( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) على شهادة الكل بتقدسه وتنزهه ثم دل بقوله ( وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) على عموم قدرته ، وبقوله ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ) على أزليته ودوامه وسرمديته ، وكونه مبدء كل معلوم ، وبقوله ( وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ) على ظهور آياته ودلائل وجوده ودوامه وعلمه وقدرته ، وعلمه بالظواهر والبواطن وكونه
__________________
(١) سورة يس : ٨٢.