بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المحمود لنعمته المعبود لقدرته ، المطاع في سلطانه ، المرهوب لجلاله ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في جميع خلقه ، علا فاستعلى ، ودنا فتعالى ،
________________________________________________________
قوله : لنعمته ، في بعض النسخ بنعمته ، ويحتمل أن تكون النعمة محمودا بها ، ومحمودا عليها ، وآلة ، فالمعنى على الأول انه يحمد بذكر نعمه ، وعلى الثاني أنه يحمد شكرا على نعمه السابقة استزادة لنعمه اللاحقة ، وعلى الثالث انه يحمد بالآلات أنه يحمد شكرا على نعمه السابقة استزادة لنعمه اللاحقة ، وعلى الثالث انه يحمد بالآلات والأدوات ، والتوفيقات التي وهبها ، فيستحق بذلك محامد أخرى وهذا بالباء أنسب ، وكذا الفقرة التالية تحتمل نظير تلك الوجوه ، أي يعبد لقدرته وكماله ، فهو بذلك مستحق للعبادة ، أو لقدرته على الإثابة والانتقام ، أو إنما يعبد بقدرته التي أعطانا عليها.
قوله : في سلطانه ، أي فيما أراده منا على وجه القهر والسلطنة لا فيما أراده منا وأمرنا به على وجه الإقدار والاختيار ، أو بسبب سلطنته وقدرته على ما يشاء.
قوله : فيما عنده ، أي من النعم الظاهرة والباطنة ، والبركات الدنيوية والأخروية.
قوله : فاستعلى ، الاستعلاء اما مبالغة في العلو أو بمعنى إظهاره ، أو للطلب ، فعلى الأول لعل المعنى انه تعالى علا علوا ذاتيا فصار ذلك سببا لأن يكون مستعليا عن مشابهة المخلوقات ، وعن أن تدركه عقولهم وأوهامهم ، وعلى الثاني : المعنى انه كان عاليا من حيث الذات والصفات ، فأظهرها علوه بايجاد المخلوقات ، وعلى الثالث لابد من ارتكاب تجوز أي طلب من العباد أن يعدوه عاليا ، ويعبدوه ، وعلى التقادير يحتمل أن تكون الفاء بمعنى الواو.