يهضم كان ألوم ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم.
٣٠ ـ محمد بن يحيى رفعه قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام من استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها ولا أغتفر فقد عقل ولا دين لأن مفارقة الدين مفارقة الأمن فلا يتهنأ بحياة مع مخافة وفقد العقل فقد الحياة ولا يقاس إلا بالأموات.
______________________________________________________
لأن يلام ، ومن كان كذلك كان أجدر بالندامة على ما ساقه إلى نفسه من الملامة بسبب التوغل فيما لا يعلم.
الحديث الثلاثون مرسل.
قوله عليهالسلام من استحكمت : الخصلة تستعمل في الصفات فضائلها ورذائلها ، ولكن استعمالها في الفضائل أكثر ، ويقال : أحكمتها فاستحكمت أي صارت محكمة ، والمراد بصيرورتها محكمة صيرورتها ملكة ، وقوله : لي ، باعتبار تضمين معنى الثبوت أو ما يشابهه ، كذا قيل ، ويمكن أن يقال : لما كان الإمام راعيا للناس رقيبا عليهم ، لكان تحصيل هذه الصفات له ولرضاه ، فلذا أضافها إلى نفسه ، وتتمة الخبر يؤيده ، وقوله : احتملته عليها أي قبلته كائنا على هذه الخصلة ، وتجاوزت عن فقد ما سواها من خصال الخير ، وارتضيت حاله هذه له ، والحاصل تجويز نجاته بسبب الخصلة الواحدة ، ثم استثنى عليهالسلام من تلك الخصال العقل والدين ، فإنه لا يمكن الاكتفاء بأحدهما عن الآخر ، ولا بغيرهما عنهما ، ثم استدل عليهالسلام على ذلك بقوله لأن مفارقة الدين مفارقة الأمن ، لأن من لا يكون له دين لا يأمن في الدنيا من القتل وأخذ الأموال والذل والصغار وفي الآخرة من عذاب النار ، ويحتمل أن يكون المراد بالدين كماله وأخذه من أئمة الدين ، فبفقد ذلك لا يؤمن عليه أن يخرج من الدين بوساوس الشياطين ، وعلى هذا يحتمل أن يكون المراد بالحياة الحياة المعنوية الحاصلة بالعقل والعلم فإنه مع خوف زوالها لا يتهنأ بها ، ثم بين عليهالسلام أن فقد العقل فقد الحياة فإن حياة النفس بالعقل والمعرفة ، كما أن حياة البدن بالنفس.