[ ألف (١) عدة من أصحابنا ، عن عبد الله البزاز ، عن محمد بن عبد الرحمن بن حماد ، عن الحسن بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث طويل إن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع بشيء إلا به العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم فبالعقل عرف العباد خالقهم وأنهم مخلوقون وأنه المدبر لهم وأنهم المدبرون وأنه الباقي وهم الفانون واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه من سمائه وأرضه وشمسه وقمره وليله ونهاره وبأن له ولهم خالقا ومدبرا لم يزل ولا يزول وعرفوا به الحسن من القبيح وأن الظلمة في الجهل وأن النور في العلم فهذا ما دلهم عليه العقل.
قيل له فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره قال إن العاقل لدلالة عقله الذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته علم أن الله هو الحق وأنه هو ربه وعلم أن لخالقه محبة وأن له كراهية وأن له طاعة وأن له معصية فلم يجد عقله يدله على ذلك وعلم أنه لا يوصل إليه إلا بالعلم وطلبه وأنه لا ينتفع بعقله إن لم
______________________________________________________
التخلص والنجاة من الوقوع في الباطل وقلة التربص والانتظار في الوصول إلى الحق كذا ذكره بعض الأفاضل ويطلق التفكر غالبا في الأحاديث على التفكر والاعتبار بأحوال الدنيا وفنائها ودناءتها وزوال لذاتها ، وما يوجب الزهد في الدنيا وترك مشتهياتها والتوجه إلى تحصيل الآخرة وتحصيل سعاداتها ، وهذا التفكر يحيى قلب البصير ويزهده في الدنيا ، وينور له طريق الوصول إلى الآخرة ، فيتخلص من فتن الدنيا وآفاتها ومضلات الفتن ومشتبهاتها ، ويسعى بقدمي الإخلاص واليقين إلى أعلى منازل المقر بين ، وقوله : بحسن التخلص يحتمل تعلقه بيمشي أو بالتفكر أو بهما ، ويحتمل أن يكون حالا عن الماشي أو المتفكر أو عنهما ، وإن كان بعضها بعيدا لفظا وبعضها معنى فلا تغفل.
__________________
(١) من هنا إلى آخر الباب يعني رواية « الف » و « ب » مما لم يوجد في أكثر نسخ الكافي ويظهر من عدم تعرض الشارح لهما أيضا أنهما غير موجودان في نسخته فلا تغفل.