عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي لَمْ تُغَيَّرْ (١) : أَنَّ مُوسى عليهالسلام سَأَلَ رَبَّهُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ (٢) ، أَقَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَأُنَاجِيَكَ ، أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ (٣)؟ فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : يَا مُوسى ، أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي ، فَقَالَ مُوسى : فَمَنْ (٤) فِي سِتْرِكَ يَوْمَ لَاسِتْرَ إِلاَّ سِتْرُكَ؟ قَالَ (٥) : الَّذِينَ يَذْكُرُونَنِي (٦) فَأَذْكُرُهُمْ ، وَيَتَحَابُّونَ فِيَّ فَأُحِبُّهُمْ ، فَأُولئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصِيبَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِسُوءٍ ، ذَكَرْتُهُمْ (٧) ، فَدَفَعْتُ عَنْهُمْ بِهِمْ ». (٨)
٣١٨٩ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ (٩) :
__________________
(١) في « ز » : « لم يتغيّر ».
(٢) في « ب » : ـ / « ياربّ ».
(٣) هاهنا سؤال ، وهو أنّ موسى عليهالسلام كيف سأل ذلك مع علمه بقربه تعالى؟ أجاب عنه المازندراني بأنّه « شبّه حاله معه عزّوجلّ بحال من وقع في مهلكة فاحتاج إلى الاستغاثة من القريب ، أو البعيد مناجياً أو منادياً لإظهار التولّه والتحيّر مع علمه بأنّه تعالى أقرب من كلّ قريب بالعلم والقدرة ، أو لإظهار قربه على العباد ورفع توهّم البعد عنهم ». وأمّا المجلسي فقال في الجواب : « كأنّ الغرض السؤال من آداب الدعاء مع علمه بأنّه أقرب إلينا من حبل الوريد بالعلم والقدرة والعلّيّة ، أي أتحبّ أن اناجيك كما يناجي القريب ، أو اناديك كما ينادي البعيد؟ وبعبارة اخرى إذا نظرت إليك فأنت أقرب من كلّ قريب ، وإذا نظرت إلى نفسى أجدني في غاية البعد عنك فلا أدري في دعائي لك أنظر إلى حالي أو إلى حالك. ويحتمل أن يكون السؤال للغير أو من قبلهم كسؤال الرؤية ؛ فإنّ أكثرهم كانوا مجسّمة ». راجع : شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٢٤١ ؛ مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ١٢٢.
(٤) في حاشية « بر » : « ومن ». وفي مرآة العقول : « من ».
(٥) هكذا في « ب ، ج ، ز ، ص ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فقال ».
(٦) في الوافي : « يذكروني ».
(٧) في « ز » : « فذكرتهم ».
(٨) علل الشرائع ، ص ٢٨٤ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام. التوحيد ، ص ١٨٢ ، ح ١٧ ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٢٧ ، ح ٢٢ ، وفيهما مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، ح ١٧٥ ؛ صحيفة الرضا عليهالسلام ، ص ٤٨ ، ح ٣١ ، وفي الأربعة الأخيرة بسند آخر عن عليّ بن موسىالرضا ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٨ ، ح ٥٨ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها إلى قوله : « أنا جليس من ذكرني » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٤٤٢ ، ح ٨٥٠٠ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٤٩ ، ح ٨٩٧١ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٠.
(٩) في أكثر النسخ والوسائل : « يزيد ». وفي « جر » والمطبوع : « زيد » وكذا في مصحّحة الآملي بناءً على ما نقله