ومن رآه قال قد رآه جعفر مرتين وله حديث.
______________________________________________________
راجع إلى غيره « قد رآه جعفر » أي الكذاب « مرتين وله حديث » أي قصة معروفة في رؤيته.
وهي ما رواه الصدوق في إكمال الدين بإسناده عن القنبري قال : خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عند ما نازع في الميراث عند مضي أبي محمد عليهالسلام فقال له : يا جعفر ما لك تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر وبهت ، ثم غاب عنه فطلب جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره ، فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم وقال : هي داري لا تدفن فيها ، فخرج عليهالسلام فقال له : يا جعفر دارك هي ، ثم غاب فلم يره بعد ذلك ، فهاتان هما المرتان اللتان وردتا في هذا الخبر.
لكن ورد في بعض الأخبار أنه رآه عليهالسلام مرة أخرى أيضا وهو ما رواه الصدوق رحمهالله أيضا عن أبي الأديان قال : كنت أخدم الحسن بن علي العسكري عليهالسلام وأحمل كتبه إلى الأمصار ، فدخلت إليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتبا وقال : تمضي بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوما فتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية (١) في داري ، وتجدني على المغتسل ، قال أبو الأديان : فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن؟ قال : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي ، فقلت : زدني فقال : من يصلي علي فهو القائم بعدي ، فقلت : زدني فقال : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ، ثم منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ، ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما قال لي عليهالسلام ، فإذا أنا بالواعية في داره وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة حوله يعزونه ويهنئونه ، فقلت في نفسي : إن يكن الإمام فقد بطلت الإمامة لأني كنت أعرفه بشرب النبيذ ويقامر في الجوسق (٢)
__________________
(١) الواعية : الصراخ على الميّت.
(٢) الجوسق : القصر.