١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الآية « فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ » (١)
______________________________________________________
الحديث الأول : حسن.
« هكذا كانوا يطوفون » أي في عدم المعرفة بأحكامه وآدابه وعدم تحقق شرائط القبول فيهم ، فإن من شرائطه الإسلام والإيمان وهؤلاء لإخلالهم بالولاية مثلهم في عدم الإيمان بل الإسلام ، وفيه إشعار بأن علة وجوب الحج إتيان الإمام وعرض الولاية والنصرة عليه وأخذ الأحكام منه ، فيحتمل أن يكون المراد بقوله : هكذا كانوا يطوفون ، أنهم يطوفون من غير معرفة لهم بالمقصود الأصلي من الأمر بالإتيان إلى الكعبة والطواف ، فإن إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام حين بنى الكعبة وجعل لذريته عندها مسكنا قال « رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ » فاستجاب الله دعاءه وأمر الناس بالإتيان إلى الحج من كل فج ليتحببوا إلى ذريته ويعرضوا عليهم نصرتهم وولايتهم ، ليصير ذلك سببا لنجاتهم ووسيلة إلى رفع درجاتهم وذريعة إلى تعرف أحكام دينهم ، وتقوية أيمانهم ويقينهم وعرض النصرة أن يقولوا : نحن من شيعتكم متهيئون لنصرتكم ، فإن أمرتمونا بالخروج والجهاد أو غير ذلك من الأمور نطيعكم.
ثم اعلم أن في النسخ التي رأينا واجعل بالواو ، وفي المصاحف بالفاء ولعله من النساخ أو نقل بالمعنى والأفئدة جمع فؤاد وهو القلب ، ومن للابتداء كقولك : القلب مني سقيم ، أي أفئدة ناس ، أو للتبعيض ولذلك ورد لو قال : أفئدة الناس لازدحمت عليهم فارس والروم « تَهْوِي إِلَيْهِمْ » أي تسرع إليهم شوقا وودا.
__________________
(١) سورة إبراهيم : ٣٧.