ذلك فقال أبو عبد الله عليهالسلام إن نخلة مريم عليهاالسلام إنما كانت عجوة ونزلت من السماء فما نبت من أصلها كان عجوة وما كان من لقاط فهو لون فلما خرجوا من عنده قال عباد بن كثير لابن شريح والله ما أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبد الله فقال
______________________________________________________
بالضم ثوب مخطط وكان المراد بالبرد هنا الحبرة وهو اعتذار عن عدم جعل الجميع حبرة فإنها أفضل ، أو أنه مع قلتها كفن فيها لاستحبابها.
وقال الجوهري : الازورار عن الشيء العدول عنه ، وقد أزور عنه ازورارا وازوار عنه تزاورا بمعنى عدل عنه وانحرف ، وازورار الملعون لا يعلم وجهه ، مع أنهم أيضا رووا هذا الخبر في كتبهم كما ذكره الجزري والزمخشري وغيرهما ، إلا أن يكون لما يفهم من كلامه عليهالسلام من أن عدم جعل الجميع حبرة لقلتها.
وقيل : لما روي في طرقهم أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كفن في ثلاثة أثواب سحولية وهو ضعيف ، ويمكن أن يكون عدم إذعانه لعدم صحة هذه الرواية عنده ، وأنه كان يزعم أن الأثواب كانت أكثر من ذلك كما يومئ إليه بعض الأخبار.
« إنما كانت عجوة » في النهاية : العجوة نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحاني ، يضرب إلى السواد من غرس النبي ، وفي الصحاح ضرب من أجواد التمر بالمدينة ونخلتها تسمى لينة ، انتهى.
وقيل : اللقاط بالكسر جمع لقط بالتحريك وهو ما يلتقط من هيهنا وهيهنا من النوى ونحوه ، وبالضم الساقط الرديء ، وفي القاموس : لقطه أخذه من الأرض ، واللقاطة بالضم ما كان ساقطا مما لا قيمة له وكسحاب : السنبل الذي تخطئه المناجل (١) والألقاط الأوباش.
وقال : اللون النوع والدقل من النخل ، وهو جماعة واحدتها لونة بالضم ولينة بالكسر ، وقال : الدقل محركة أردء التمر وفي المصباح المنير : اللون جنس من التمر وقال بعضهم : أهل المدينة يسمون كله الألوان ما خلا البرني والعجوة.
__________________
(١) المناجل جمع المنجل : ما يحصد به الزرع ، وبالفارسية « داس ».