٢ ـ أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين عليهالسلام فقال والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخى رسول الله صلىاللهعليهوآله
______________________________________________________
وبين قبوله والعمل به ، كما روى الصدوق رحمهالله في معاني الأخبار بإسناده عن إبراهيم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا هل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه (١) متكئ قالوا : يا رسول الله ومن الذي يكذبك؟ قال : الذي يبلغه الحديث فيقول : ما قال هذا رسول الله قط ، فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته ، وما أتاكم عني من حديث لا يوافق الحق فلم أقله ولن أقول إلا الحق.
وروى الصفار في البصائر بإسناده عن أبي عبيدة قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : من سمع من رجل أمرا لم يحط به علما فكذب به ومن أمره الرضا بنا والتسليم لنا ، فإن ذلك لا يكفره.
ولعل المعنى أنه إذا كان تكذيبه للمعنى الذي فهمه وعلم أنه مخالف لما علم صدوره عنا وكان في مقام الرضا والتسليم ويقر بأنه بأي معنى صدر من المعصوم فهو الحق فذاك لا يصير سببا لكفره.
الحديث الثاني : ضعيف.
« ذكرت » على بناء المجهول « ما في قلب سلمان » أي من مراتب معرفة الله ومعرفة النبي والأئمة صلوات الله عليهم وغيرها مما ذكرنا سابقا فلو كان أظهر سلمان له شيئا من ذلك كان لا يحتمله ويحمله على الكذب والارتداد ، أو العلوم والأعمال الغريبة التي لو أظهرها له لحملها على السحر فقتله ، أو كان يفشيه فيصير سببا لقتل سلمان ، وقيل : الضمير المرفوع راجع إلى العلم والمنصوب إلى أبي ذر أي لقتل ذلك العلم أبا ذر أي كان لا يتحمله عقله فيكفر بذلك ، أو المعنى لو ألقى إليه تلك الأسرار وأمر بكتمانها لمات من شدة الصبر عليها ، أو لا يتحمل سره وصيانته فيظهره للناس
__________________
(١) الحشايا ـ جمع الحشية ـ الفراش المحشوّ أي المملوّ قطنا أو نحوه.