بغير تكسب منه كالميراث وسهم الغنيمة هل الافضل أن يبادر إلى إخراجه في وجوه البر حتى لا يبقى منه شئ أو يتشاغل بتثميره ليستكثر من نفعه المتعدي.
قال : وهو على القسمين الاولين ، وقال ابن حجر : مقتضى ذلك أن يبذل إلى أن يبقى في حالة الكفاف ، ولا يضر ما يتجدد من ذلك إذا سلك هذه الطريقة.
ودعوى أن جمهور الصحابة كانوا على التقلل والزهد ممنوعة ، فان المشهور من أحوالهم أنهم كانوا على قسمين بعد أن فتحت عليهم الفتوح فمنهم من أبقى ما بيده مع التقرب إلى ربه بالبر والصلة والمواساة مع الاتصاف بغني النفس ، ومنهم من استمرعلى ما كان عليه قبل ذلك ، وكان لا يبقى شيئا مما فتح عليه ، وهم قليل ، والاخبار في ذلك متعارضة ، ومن المواضع التي وقع فيها التردد من لا شئ له ، فالاولى في حقه أن يستكسب للصون عن ذل السؤال ، أو يترك وينتظر ما يفتح عليه بغير مسألة انتهى.
وأقول : مقتضى الجمع بين اخبارنا أن الفقر والغنا كل منهما نعمة من نعم الله تعالى يعطي كلا منهما من شاء من عباده بحسب ما يعلم من مصالحه الكاملة وعلى العبد أن يصبر على الفقر بل يشكره ويشكر الغنا إن أعطاه ، ويعمل بمقضتاه فمع عمل كل منهما بما تقتضيه حاله ، فالغالب أن الفقير الصابر أكثر ثوابا من الغني الشاكر ، لكن مراتب أحوالهما مختلفة غاية الاختلاف ، ولا يمكن الحكم الكلي من أحد الطرفين ، والظاهر أن الكفاف أسلم وأقل خطرا من الجانبين ولذا ورد في أكثر الادعية طلبه وسأله النبي صلىاللهعليهوآله لاله وعترته ، وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب المكاسب ان شاء الله.
وأما قوله صلىاللهعليهوآله : «كاد الحسد أن يغلب القدر» فقد شرحناه في كتاب السماء والعالم ، وحمله أكثر المحققين على تأثير العين فانه ينشأ غالبا من حسد العاين ، وهذا هو الظاهر وهو مبالغة في تأثير العين بأنه يقرب أن يغلب قضاء الله وقدره.
وهذا الحديث مروي في شهاب الاخبار عن أنس بن مالك عنه صلىاللهعليهوآله وقال