الراوندي في الضوء : المعنى أن للحسد تأثيرا قويا في النظر في إزالة النعمة من المحسود ، أو التمني لذلك فانه ربما يحمله حسده على قتل المحسود ، وإهلاك ماله وإبطال معاشه ، فكأنه سعى في غلبة المقدور ، لان الله تعالى قد قدر للمحسود الخير والنعمة ، وهو يسعى في إزالة ذلك عنه ، وقيل : الحسد يأكل الجسد انتهى.
وقال بعض المخالفين : أي كاد الحسد في قلب الحاسد أن يغلب على العلم بالقدر ، فلا يرى أن النعمة التي حسد عليها إنما صارت إليه بقدر الله وقضائه ، فلا تزول إلا بقضائه وقدره ، وغرض الحاسد زوال نعمة المحسود ، ولو تحقق القدر لم يحسده ، واستسلم وعلم أن الكل مقدر.
٢٧ ـ لي : عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن هاشم ، عن ابن محبوب عن ابن رئاب ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول : عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تستخفوا بفقراء شيعة علي وعترته من بعده ، فان الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر (١).
بيان : ربيعة ومضر (٢) قبيلتان عظيمتان يضرب المثل بهما في الكثرة.
٢٨ ـ لي : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن داود بن النعمان ، عن إسحاق بن عمار ، عن الصادق جعفر ابن محمد عليهالسلام قال : إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنة : فقير في الدنيا وغني في الدنيا ، فيقول الفقير : يا رب على ما اوقف؟ فوعزتك إنك لتعلم أنك لم تولني ولاية فأعدل فيها أو أجور ، ولم
____________________
(١) أمالي الصدوق ص ١٨٥.
(٢) ربيعة ومضر ابنا نزار قبيلتان عظيمتان وهو نزار بن معد بن عدنان ، قال ابن عبدالبر في الانباء ص ٦٩ أن العرب وجميع أهل العلم بالنسب أجمعوا على أن اللباب والصريح من ولد اسماعيل بن ابراهيم عليهماالسلام ربيعة ، ومضر ابنا نزار بن معد بن عدنان ، لا خلاف في ذلك.