٢ ـ فس : أبي ، عن بكر بن صالح ، عن أبي عمر الزبيري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الكفر في كتاب الله على خمسة وجوه فمنه كفر الجحود وهو على وجهين جحود بعلم وجحود بغير علم ، فأما الذين جحدوا بغير علم فهم الذين حكا الله عنهم في قوله : [وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ومايهلكنا إلا الدهر ومالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون] (١) وقوله : [إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون] (٢) فهؤلاء كفروا وجحدوا بغير علم.
وأما الذين كفروا وجحدوا بعلم فهم الذين قال الله تبارك وتعالى : « وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جائهم ماعرفوا كفروا به » (٣) فهؤلاء كفروا وجحدوا بعلم.
وقال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن حرير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى : « الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه» (٤) يعني رسول الله صلىاللهعليهوآله «كما يعرفون أبنائهم» لان الله عزوجل قد أنزل عليهم في التوراة والانجيل والزبور صفة محمد صلىاللهعليهوآله وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجره وهو قوله : «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الانجيل» (٥) فهذه صفة رسول الله صلىاللهعليهوآله في التوراة والانجيل وصفة أصحابه ، فلما بعثه الله عزوجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله : «فلما جائهم ماعرفوا كفروا به».
____________________
(١) الجاثية : ٢٤.
(٢) البقرة : ٦.
(٣) البقرة : ٨٩.
(٤) البقرة : ١٤٦.
(٥) الفتح : ٢٩.