كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ » (١) قال ذاك والله حين قالت الأنصار : « منا أمير ومنكم أمير ».
٢٠ ـ وعنه ، عن محمد بن علي ، عن ابن مسكان ، عن ميسر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال قلت قول الله عز وجل : « وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها » قال فقال يا ميسر إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله عز وجل بنبيه صلىاللهعليهوآله فقال « وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ».
______________________________________________________
الأرض خضرة مؤنقة لا يأتي الرجل شجرة إلا وجد عليها ثمرة ، وكان ماء البحر عذبا ، وكان لا يقصد الأسد البقر ولا الغنم ، فلما قتل قابيل هابيل اقشعرت الأرض وشاكت الأشجار وصار ماء البحر ملحا ، وقصد الحيوان بعضها بعضا (٣).
قوله : « حين قالت الأنصار » إلخ. لعل. المراد غصب الخلافة ، أو قول هذه الكلمة القبيحة وتركهم خليفة الرسول ، وصار ترك خليفة الحق سببا للضلال الساري في البر والبحر ، أي المحيط بجميع العالم ، وبسبب عدم استيلاء أهل الحق والعدل فشى الجور في البراري والبحار بالظلم ، والغصب والنهب ، وبسبب استيلاء أهل الباطل منعت بركات السماء والأرض عن العباد كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « بنا يفتح الله وبنا يختم الله وبنا يمحو ما يشاء ، وبنا يثبت ، وبنا يدفع الزمان الكلب وبنا ينزل الغيث ، فلا يغرنكم بالله الغرور ، ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه الله عز وجل ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ، ولا خرجت الأرض نباتها ولذهبت الشحناء من قلوب العباد ، واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلا على النبات وعلى رأسها زبيلها لا يهيجها سبع ولا تخافه (٤).
الحديث العشرون : صحيح على الظاهر ، إذ الظاهر أن محمد بن علي هو ابن محبوب ، ويحتمل أبا سمينة فيكون ضعيفا.
قوله عليهالسلام : « كانت فاسدة » أي بالكفر والجهل والضلال والظلم والجور.
__________________
(١) سورة الروم : ٤١.
(٢) سورة الأعراف : ٥٥ و ٨٤.
(٣) معالم التنزيل : « ذيل تفيسر ابن كثير ط مصر » ح ٦ ص ٤٣٨ باختلاف يسير وتلخيص.
(٤) بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ٣١٦ ح ١١.