يا مالك إنه ليس من قوم ائتموا بإمام في الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه إلا أنتم ومن كان على مثل حالكم يا مالك إن الميت والله منكم على هذا الأمر لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله.
١٢٣ ـ يحيى الحلبي ، عن بشير الكناسي قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول وصلتم وقطع الناس وأحببتم وأبغض الناس وعرفتم وأنكر الناس وهو الحق إن الله اتخذ محمدا صلىاللهعليهوآله عبدا قبل أن يتخذه نبيا وإن عليا عليهالسلام كان عبدا ناصحا لله عز وجل فنصحه وأحب الله عز وجل فأحبه إن حقنا في كتاب الله بين لنا صفو الأموال ولنا الأنفال وإنا قوم فرض الله عز وجل طاعتنا وإنكم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية عليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي عليهالسلام ثم قال إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال في مرضه الذي توفي فيه ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلى أبويهما فلما جاءا أعرض بوجهه ثم قال
______________________________________________________
الحديث الثالث والعشرون والمائة : مجهول.
ويمكن أن يعد حسنا لأن هذا الخبر يدل على مدح بشير.
قوله عليهالسلام : « إن الله اتخذ محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم عبدا » أي عبدا كاملا في العبودية مطيعا لله في جميع أموره ، ولذا لم ينسب الله تعالى بالعبودية أحدا إلى نفسه إلا مقربي جنابه من الأنبياء والأوصياء كما قال : « سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ » (١) وقال : « عَبْداً مِنْ عِبادِنا » (٢) وقال : إلى « عَبْدَنا داوُدَ » (٣) ومثله كثير ، والغرض أن هذا الكمال الذي كان حاصلا لنبينا قبل بعثته ونبوته ، قد كان لعلي عليهالسلام وكان في جميع الكمالات مشاركا مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم سوى النبوة فقد أخذتم بولاية من هو هكذا.
قوله عليهالسلام : « لنا صفو المال » أي صفايا الغنيمة.
قوله عليهالسلام : « فقد رأيتم أصحاب علي عليهالسلام » أي المطيعين له أو المخالفين له
__________________
(١) سورة الإسراء : ١.
(٢) سورة الكهف : ٦٥.
(٣) سورة ص : ١٧. والآية « وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ » ولعلّ كلمة « إلى » هنا زيدت من النسّاح.