نوح عليهالسلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عز وجل : « وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً » (١) وقوله عز وجل « كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ » (٢) وقال تبارك وتعالى « وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ » (٣) وقوله « وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا » لنجعلها في أهل بيته : « وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ » (٤) لنجعلها في أهل بيته فآمن العقب من ذرية الأنبياء عليهمالسلام من كان قبل إبراهيم لإبراهيم عليهالسلام وكان بين إبراهيم وهود من الأنبياء ص وهو قول الله عز وجل : « وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ » (٥) وقوله عز ذكره : « فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي » (٦) وقوله عز وجل « وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ » (٧) فجرى بين كل نبيين عشرة أنبياء وتسعة وثمانية أنبياء كلهم أنبياء وجرى لكل نبي ما جرى لنوح ص وكما جرى لآدم وهود وصالح وشعيب وإبراهيم ص حتى انتهت إلى يوسف بن يعقوب عليهالسلام ثم صارت من بعد يوسف في أسباط إخوته حتى انتهت إلى موسى عليهالسلام فكان بين يوسف وبين موسى من الأنبياء عليهمالسلام فأرسل الله موسى وهارون عليهالسلام إلى فرعون وهامان وقارون ثم أرسل الرسل « تَتْرا
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : وهو قوله تعالى « وَما قَوْمُ لُوطٍ » ظاهره أنه لبيان أنه قد كان بين هود وإبراهيم أنبياء ومنهم لوط عليهالسلام وهو مخالف لغيره من الأخبار الدالة على أن لوطا عليهالسلام كان بعثته بعد بعثة إبراهيم عليهالسلام وكان معاصرا له ، ويحتمل أن يكون الغرض الإشارة إلى الآيات الدالة على بعثة إبراهيم عليهالسلام ومن آمن به من الأنبياء وغيرهم.
قوله عليهالسلام : « وجرى لكل نبي ما جرى لنوح » أي الوصية والأمر بتعاهدها وكتمانها.
قوله عليهالسلام : « ثم أرسل الرسل تترى » أي متواترين واحدا بعد واحد من الوتر وهو الفرد والتاء بدل من الواو ، كتولج ، والألف للتأنيث ، لأن الرسل جماعة قوله
__________________
(١) سورة الأعراف : ٦٤.
(٢) سورة الشعراء : ١٢٤.
(٣) سورة البقرة : ١٣٢.
(٤) سورة الأنعام : ٨٤.
(٥) سورة هود : ٨٩.
(٦) سورة العنكبوت : ٢٦.
(٧) سورة العنكبوت : ١٦.