من الله عز وجل مهربا وإن أمر الله نازل ولو كره الخلائق وكل ما هو آت قريب ـ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، فتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ.
٤٠ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبان ، عن يعقوب بن شعيب أنه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً » فقال كان الناس قبل نوح أمة ضلال فبدا لله فبعث المرسلين وليس كما يقولون لم يزل وكذبوا يفرق الله في ليلة القدر ما كان من شدة أو رخاء أو مطر بقدر ما يشاء الله عز وجل أن يقدر إلى مثلها من قابل.
( حديث البحر مع الشمس )
٤١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن الحكم بن المستورد ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال إن من
______________________________________________________
أي لا يتأنى من عصاه أن يعصم ويحفظ نفسه عن عذاب الله بغيره ، وعلى ما في الكتاب لعل المراد أن العاصي قد قطع سبب العصمة بينه وبين الله فلا يعصمه الله من الشرور في الدنيا والآخرة.
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وكلما هو آت » أي من الموت والعذاب وسائر ما قدره الله تعالى.
الحديث الأربعون : مجهول.
قوله عليهالسلام : « وليس كما يقولون لم يزل » أي ليس الأمر كما يقولون إن الله تعالى قدر الأمور في الأزل ، وقد فرغ منها ، فلا يتغير تقديراته تعالى ، بل لله البداء فيما كتب في لوح المحو والإثبات ، كما قال « يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ » (٢) وقد مضى تحقيق ذلك في كتاب التوحيد (٣).
الحديث الحادي والأربعون : مجهول.
قوله عليهالسلام : « إن من الأقوات » أي أسبابها ، وفي الفقيه (٤) « الآيات » وهو أظهر.
__________________
(١) سورة البقرة : ٢١٣.
(٢) سورة الرعد : ٣٩.
(٣) تقدم : ج ٢ ص ١٢١ ـ ١٣٦.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٣٤٠ ح ١ « ط الآخوندي ».