من الجماع والطعام والشراب يحمدون الله عز وجل عند فراغتهم وأما قوله « أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ » (١) قال يعلمه الخدام فيأتون به أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه وأما قوله عز وجل : « فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ » (٢) قال فإنهم لا يشتهون شيئا في الجنة إلا أكرموا به.
٧٠ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال قيل لأبي جعفر عليهالسلام وأنا عنده إن سالم بن أبي حفصة وأصحابه يروون عنك أنك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج فقال ما يريد سالم مني
______________________________________________________
ليس المراد أن ذلك يكون آخر كلامهم حتى لا يتكلمون بعده بشيء ، بل المراد أنهم يجعلون هذا آخر كلامهم في كل ما ذكروه عن الحسن والجبائي (٣) انتهى ، و « الدعوى » في تفسيره عليهالسلام : بمعنى الدعاء ، أي طلب ما يشتهون ، وفسره البيضاوي (٤) بالدعاء أيضا لكن لا بهذا المعنى ، قوله تعالى : « أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ » قال البيضاوي : أي معلوم خصائصه من الدوام ، وتمحض اللذة ، ولذلك فسره بقوله « فَواكِهُ » فإن الفاكهة ما يقصد للتلذذ ، دون التغذي ، والقوت بالعكس ، وأهل الجنة لما أعيدوا على خلقة محكمة محفوظة عن التحلل كانت أرزاقهم فواكه خالصة « وَهُمْ مُكْرَمُونَ » في نيله يصل إليهم من غير تعب وسؤال لا كما عليه رزق الدنيا (٥). انتهى ، ولا يخفى أن تفسيره عليهالسلام للمعلوم أظهر وأشد انطباقا على اللفظ.
الحديث السبعون : ضعيف.
قوله عليهالسلام : « على سبعين وجها » أي على وجه المصلحة والتقية.
قوله عليهالسلام : « ما يريد سالم مني » الظاهر أن سالما كان يروي هذا على سبيل الذم والإنكار ، فقال عليهالسلام : ما يريد سالم مني فقد أريته المعجزات الباهرات ، أيريد
__________________
(١) سورة الصافّات : ٤٢.
(٢) سورة الصافّات : ٤٢.
(٣) مجمع البيان : ج ٥ ص ٩٣.
(٤) أنوار التنزيل : ج ١ ص ٤٤١ « ط مصر ».
(٥) نفس المصدر : ج ٢ ص ٢٩٢. فى المصدر : ... وسؤال كما عليه رزق الدنيا.