وما فعله وما كذب ولقد قال يوسف عليهالسلام : « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ » (١) والله ما كانوا سارقين وما كذب.
______________________________________________________
بينهما اعتراض ، أو إلى ضمير فتى أو إبراهيم ، وقوله : « كَبِيرُهُمْ هذا » مبتدأ وخبر ولذا وقف على فعله (٢) ، وأما قول يوسف عليهالسلام « إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ » فقال الشيخ الطبرسي : قيل : إنما قال ذلك بعض من فقد الصاع من قوم يوسف من غير أمره ، ولم يعلم بما أمر به يوسف من جعل الصاع في رحالهم عن الجبائي ، وقيل إن يوسف أمر المنادي أن ينادي به ، ولم يرد سرقة الصاع وإنما عنى به أنكم سرقتم يوسف من أبيه ، وألقيتموه في الجب عن أبي مسلم ، وقيل : إن الكلام يجوز أن يكون خارجا مخرج الاستفهام ، كأنه قال أإنكم لسارقون؟ فأسقطت الهمزة (٣) انتهى ، وقد روى الصدوق في كتاب معاني الأخبار عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم عن صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله قال : سألته عن قول الله تعالى في قصة إبراهيم عليهالسلام « قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ » قال : ما فعله كبيرهم ، وما كذب إبراهيم عليهالسلام فقلت وكيف ذاك؟ قال : إنما قال إبراهيم عليهالسلام « فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ » إن نطقوا فكبيرهم فعل ، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا. فما نطقوا وما كذب إبراهيم عليهالسلام فقلت قوله عز وجل في يوسف عليهالسلام ، « أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ » قال : إنهم سرقوا يوسف من أبيه ، ألا ترى أنه قال لهم حين قال « ما ذا تَفْقِدُونَ » قالُوا « نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ » ولم يقل سرقتم صواع الملك إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه فقلت : قوله : « إِنِّي سَقِيمٌ » قال : ما كان إبراهيم سقيما وما كذب ، إنما عنى سقيما في دينه مرتادا (٤). وقد روي أنه عنى بقوله إني سقيم إني سأسقم ، وكل ميت سقيم ، وقد
__________________
(١) سورة يوسف : ٧٠.
(٢) أنوار التنزيل : ج ٢ ص ٧٦. « ط مصر ».
(٣) مجمع البيان : ج ٥ ص ٢٥٢.
(٤) معاني الأخبار : ص ٢٠٩.