والباقون بالغيب ، وقيدهما بعمّا ليخرج قوله : بعده « إني عامل فسوف تعملون » فإنه لا خلاف أنه بالخطاب قوله : (هود) يعني قوله : في آخر هود « وما ربك بغافل عما تعملون » وكذلك قوله : مع نمل ، يعني قوله تعالى : في آخر النمل (وما ربك بغافل عما تعملون) قرأه بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب وحفص وابن عامر ، والباقون بالغيب فيهما قوله تعالى : (على مكانتكم) بالألف على الجمع كما لفظ به شعبة (١) ، والباقون بغير ألف على التوحيد.
في الكلّ (صـ)ـف ومن يكون كالقصص |
|
(شفا)بزعمهم معا ضمّ (ر)مص |
أي في كل ما وقع من لفظ « مكاناتكم » وهو أربعة مواضع هنا وفي هود ويس والزمر قوله : (ومن يكون) يريد قوله تعالى : (من تكون له عاقبة الدار) هنا وفي القصص بالتذكير كما لفظ به حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالفتح.
زيّن ضمّ اكسر وقتل الرّفع (كـ)ـر |
|
أولاد نصب شركائهم بجر |
يعني قوله تعالى : (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) قرأ ابن عامر بضم الزاي وكسر الياء على ما لم يسم فاعله قتل بالرفع على أنه نائب فاعل زين ، ووجه قراءة ابن عامر من حيث فصل بين المضافين بالمفعول الذي هو أولادهم ، وقد ورد الفصل في مثل ذلك بالمفعول في الفصيح من كلام العرب اختيارا ، ولم يكن ذلك مخصوصا بضرورة الشعر كما ذكر بعضهم ، ولا يلتفت إلى قول الزمخشري وغيره في تضعيفه كما بين ذلك في كتاب النشر والله تعالى أعلم قوله : (بجر) أي بجر رفع شركائهم فتبين للباقين فتح الزاي والياء ونصب قتل وخفض شركائهم كما سيأتي في البيت الآتي :
رفع (كـ)ـدا أنّث يكن (لـ)ـي خلف (مـ)ـا |
|
(صـ)ـب (ثـ)ـق وميتة (كـ)ـسا (ثـ)ـنا (د)ما |
يعني قوله تعالى : (وإن يكن ميتة) بالتأنيث هشام بخلاف عنه وابن ذكوان وشعبة وأبو جعفر ، والباقون بالتذكير ، وقرأ « ميتة فهم » بالرفع على اللفظ ابن عامر وأبو جعفر وابن كثير ، والباقون بالنصب وتقدم تشديد أبي جعفر لميّتة فتصير خمس قراءات في قوله « وإن يكن ميتة ».
__________________
(١) « مكاناتكم ».