____________________
قوله تعالى ـ الن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين * وما جعله الله الله الا بشرى لكم ) الخ.
والذى عندى أن العمامة كان يلبسها الناس تارة عند أسفارهم حفظا من الغبار والصعيد المرتفع من الجادة ألا يغبر رؤسهم وأشعارهم ويتلثمون بها دفعا للغبار والتراب أن يدخل فمهم وخياشيمهم ، وربما فعلوا ذلك لئلا يعرفهم الاعداء ، وهذا ظاهر من شيمتهم. وقد يكونون يتعصبون بعصابة كالعمة لاجل الوجع وغير ذلك كما فعلوا ذلك بعد خروجهم من الحمام.
وأما عند الحرب ، فقد كان علامة يعلم بها الشجعان والابطال كما قال الشاعر :
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا |
|
متى أضع العمامة تعرفونى |
وربما يعلمون بريش النعام كما هو سيرة أبطال الاعاجم في الحرب وقد فعل ذلك حمزة سيد الشهداء في حرب أحد وأما الزبير وكان من الابطال تعمم بعمامة بيضاء ، و أبودجانة الانصارى تعمم بعصابة حمراء ، لم يعلم غيرهم الا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عممه الاصحاب حين خروجه من المدينة إلى أحد على ما صرح به الواقدى.
وأشار رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى على عليهالسلام أن يتعمم بعمامة الابطال ، فتعذر باعوازه ، فأمر أن يعلم رأسه بصوف ، ففتل عليهالسلام صوفا وعصب به رأسه كالعمامة امتثالا لامره صلىاللهعليهوآله ، والظاهر أنها كانت كالعمة الطابقية.
وعندى أنه ـ نفسى لروحه الفداء ـ كان يتهضم أن يعد نفسه في الابطال خصوصا مع صفر سنه ، ما قرب العشرين من عمره وعدم خوضه غمرات الحروب بعد ، حتى أنه صلوات الله الرحمان عليه لم يعلم رأسه بالعمامة ولاغيرها في غزوة الخندق ، مع أنه قد شوهد منه يوم بدر مالم يشاهد من سائر الابطال ، وتثبته وربط جأشه في حرب أحد ومواساته للنبى صلىاللهعليهوآله حتى قيل لاسيف الا ذوالفقار ولافتى الا على.
لكنه لما ـ قام صلى الله عليه ـ إلى مبارزة عمرو بن عبدود ، أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله عمامته السحاب من رأسه الشريف ـ وكان معلما به فعمم به عليا عليهالسلام وأرسل طرفا