عن ابن عباس ومجاهد والسدي وغيرهم ، قيل : معناه اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا عن ابن جبير انتهى.
وروى علي بن إبراهيم عن الكاظم عليهالسلام (١) قال : لما خافت بنو إسرائيل جبابر تها أوحى الله إلى موسى وهارون أن تبوءآ لقومكما بمصربيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ، قال امروا أن يصلوا في بيوتهم انتهى ، ويدل على رجحان الصلاة في البيوت في الجملة ، وفي بعض الاحوال واتخاذ المساجد في البيوت ، فيمكن حمله على حال التقية ، أو على النافلة لرجحانها في البيت ، وقد ورد لاتجعلوا بيوتكم مقابر أي لا تصلى فيها أصلا كالقبور.
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) (٢) أي تبسلط المؤمنين منهم على الكافرين ( لهدمت ) أي لخربت باستيلاء المشركين على أهل الملل ( صوامع وبيع وصلوات و مساجد ) قال : في المجمع (٣) أي صوامع في أيام شريعة عيسى عليهالسلام وبيع في أيام شريعة موسى عليهالسلام ومساجد في أيام شريعة محمد صلىاللهعليهوآله أي لهدم في كل شريعة المكان الذي يصلى فيه ، وقيل : البيع للنصارى في القرى ، والصوامع في الجبال والبوادي ، ويشترك فيها الفرق الثلاث والمساجد للمسلمين ، والصلوات كنيسة اليهودي وقال ابن عباس والضحاك وقتادة : الصلوات كنائس اليهود يسمونها صلوة فعرب ، وقرء جعفر بن محمد عليهماالسلام بضم الصاد واللام وقال الحسن : أراد بذلك عين الصلاة وهدم الصلاة بقتل فاعليها ومنعهم من
____________________
أن يبتوآ لقومهما بيوتا أى يتخذا محلة لهم يقيمون بها ليكونوا منحازا عن سائر بنى اسرائيل وأمرنا هم أن اجعلوا بيوتكم هذه قبلة أى في قبلة مصر لا يحول بيوت غيركم من الكافرين بموسى وأخيه سواء كان قبطيا أو عبريا بينكم وبين قبلتكم ثم أقيموا الصلاة في بيوتكم غير متظاهرين بجماعة وغيرها لئلا يشعر بصلاتكم وايمانكم فرعون وملاؤه من القوم الظالمين فيفتنوكم عن دينكم ، وبشر المؤمنين يا موسى بأن الله سينجيهم برحمته من القوم الكافرين.
(١) تفسير القمى ص ٢٩٠.
(٢) الحج : ٤٠.
(٣) مجمع البيان ج ٧ ص ٨٧