حجر في ( الإصابة ) ، واللفظ للأوّل : ( بسنده عن عبيد الله بن عليّ بن أبي رافع عن جدته سلمى قالت : رأيت عبد الله بن عباس معه ألواح يكتب عليها عن أبي رافع شيئاً من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ) (١).
وفي رواية الخطيب في كتابه ( تقييد العلم ) : ( كان يقول : ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا؟ وما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا؟ ومع ابن عباس ألواح يكتب فيها؟ ) (٢).
وإنّما اختص بمسائلة أبي رافع دون باقي الصحابة لرابطة الولاء التي كانت تربطه به ، فأبو رافع كان مولى للعباس ، ومن ثمّ أهداه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد مرّ بنا في الحلقة الأولى في ترجمة لبابة بنت الحارث ـ أم حبر الأمّة ـ ذكر أبي رافع وكان بعد يومئذ مولى للعباس ، فراجع ، هذا أوّلاً.
وثانياً : فإنّ أبا رافع كان من أصحاب الأصول في التدوين ، فقد قال النجاشي في رجاله في ترجمته ـ وقد عدّه من السلف الصالح ـ : ( أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأسمه أسلم ، كان للعباس بن عبد المطلب رحمة الله فوهبه للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فلمّا بشّر النبيّ بإسلام العباس أعتقه ... ).
وقال نقلاً عن تاريخ ابن عقدة : إنّه أسلم أبو رافع قديماً بمكة ، وهاجر إلى المدينة وشهد مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مشاهده. ولزم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ، وكان من خيار الشيعة وشهد معه حروبه ، وكان صاحب بيت
____________________
(١) الطبقات ٢ / ق ٢ / ١٢٣ ، تقييد العلم / ٩١ ـ ٩٢ ، الاصابة ٤ / ٩٢.
(٢) تقييد العلم / ٩١ ـ ٩٢.