عليه القرآن؟ ولقد ذكر بعضهم تلك المرسلات فأضاف إليها ما وصف به زيداً ( من الفطانة وسلامة الفطرة ما يرشحه لأن يكون استاذاً للقرآن وكتابته منذ عهد مبكّر ) ، وانتهى إلى القول : ( وقد أخذ عنه ابن عباس التفسير والقرآن ) (؟) ولم يذكر لذلك مصدراً.
وبدأ يبني هرماً على وهم فقال : ( وكانت العلاقة بين التلميذ والشيخ علاقة روحية حيث إنّا نجد أنّ ابن عباس عندما يأخذ بركاب شيخه يردّ عليه بقوله : لا تفعل يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيجيب التلميذ الشيخ بقوله : هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ، ولكن الشيخ لا ينسى لأهل بيت النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكانة واحترام ، فيقول لتلميذه : أنّى يداك فيخرج يديه فيقبّلهما ويقول : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا ).
ثمّ قال : ( وكان ابن عباس يأتيه إلى البيت ويأخذ عنه العلم. وقال له يوماً : أنا آتيك ، فقال ابن عباس : العلم يؤتى ولا يأتي ) (١) ، من دون ذكره مصدراً لذلك؟
وتعقيباً منّا فنقول : إنّ الإحترام المتبادل بين ابن عباس وبين زيد في القصة التي مرّ ذكرها لم يكن فيه دلالة على مقام استاذية لزيد ، ولا لعلاقة روحية علمية ، بل كان ذلك من أدب ابن عباس مع زيد ، لأنّه كان قد أتاه في بعض حيطانه زائراً ، فلمّا أراد الإنصراف أخذ له
____________________
(١) عبد المجيد محمّد أحمد الدوري تفسير ابن عباس دراسة وتحليل / ٤٥. أطروحة ماجستير في كلية الشريعة ببغداد.