صفته في التوراة ، فعجب عمر وقال : تجد اسم عمر في التوراة؟ قال كعب لا أجد اسمك! وإنّما أجد صفتك ) (١) ، وابن عباس كان يكذّبه فكيف يأخذ عنه!!
ولعلّ من اغترّ بما مرّ وأيضاً بما يجده من مساءلة ابن عباس لكعب فيتخيل أنّها كانت للأخذ عنه ، وهي إنّما كانت للإختبار.
وإلى القارئ ما رواه البلاذري في ترجمة ابن عباس في أنسابه : ( بسنده عن القاسم بن عوف الشيباني ، أنّ عبد الله بن عباس قال لكعب الأحبار : إنّي سائلك عن أشياء فلا تحدثني بما حرّف من الكتاب ، ولا أحاديث الرجال وإن لم تعلم فقل : لا أعلم فإنّه علم لك ) (٢). فأين هذا من الأخذ عنه؟!
وإلى القارئ بعض الشواهد الدالّة على عكس ما قالوا :
١ ـ فمن البرهنة على ذلك ما ذكره ابن قتيبة في ( عيون الأخبار ) : ( ذُكر الظلم في مجلس ابن عباس ، فقال كعب : إنّي لا أجد في كتاب الله المنزل أنّ الظلم يخرب الديار ، فقال ابن عباس : أنّا أوجدكَهُ في القرآن : قال الله عزوجل : ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ) (٣) ) (٤).
____________________
(١) الشيخان / ٢٥٤ ـ ٢٥٥.
(٢) أنساب البلاذري رقم ٦٥ نسخة ٢ مخطوطة بقلمي.
(٣) النمل / ٥٢.
(٤) عيون الأخبار ١ / ٧٦ ط دار الكتب.