ومثل هذه الأبيات في ألفية العراقي (١) ، وحكى الشيخ أبو رية ذلك ، وقول الشيخ أحمد شاكر شارح الألفية : ( ومن هذا النوع رواية الصحابي عن التابعين كرواية الحبر عبد الله بن عباس وسائر العبادلة وأبي هريرة وأنس وغيرهم عن كعب الأحبار. وأبو هريرة وابن عباس كانا أكثر من نشر علم كعب الأحبار ... ).
أقول : إنّ من يجد اسم ابن عباس محشوراً مع أبي هريرة فيخاله هو مثله في الأخذ عن ذلك الكاهن الخبيث! ومن الظلم حشره معه ، كيف وذلك الكاهن وصفه الدكتور طه حسين في كتابه ( الشيخان ) ، قال : ( كان غريب الأطوار عرف كيف يخدع كثيراً من المسلمين ، ومنهم عمر ـ وهو كعب الأحبار ـ وكان كعب يهودياً من أهل اليمن ، زعم أنّه سأل عليّاً رحمة الله عن النبيّ حين ذهب عليّ إلى اليمن مرسلاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا أنبأه عليّ بصفة النبيّ عرف هذه الصفة ممّا كان يجده بزعمه في التوراة ، ولم يأت المدينة أيام النبيّ وإنّما أقام على يهوديته في اليمن ، وزعم هو بعد ذلك للمسلمين أنّه أسلم ودعا إلى الإسلام في اليمن ، وقد أقبل إلى المدينة أيام عمر ، فأقام فيها مولى للعباس بن عبد المطلب رحمة الله ، وكان بارعاً في الكذب على المسلمين يزعم أنّه يجد صفاتهم في الكتب ، وكان المسلمون يعجبون بذلك ويتعجبون له ، ولم يلبث أن كذب على عمر نفسه فزعم له أنّه يجد
____________________
(١) راجع فتح المغيث بشرح ألفية الحديث / ٨٣٢ ـ ٨٣٣.