أصحابك من حديث الشمس والقمر فاحفظ عنك الحديث ، فإذا حدّثت بشيء عن أمر الشمس والقمر فيما بعد هذا اليوم كان هذا الحديث الذي تحدثني مكان حديثي الأوّل ، قال عكرمة : فو الله لقد أعاد عليه ابن عباس الحديث ، وإنّي لأستقرئه في قلبي باباً باباً فما زاد شيئاً ولا نقص شيئاً ، ولا قدّم ولا أخّر. فزادني ذلك في ابن عباس رغبة وللحديث حفظاً ... ) اهـ (١).
وبعد هذه الشواهد لا يصح معها قول من يزعم أنّ ابن عباس كان يأخذ عن أهل الكتاب ، ومنهم كعب الصهيوني الأوّل ، بل هناك شواهد رويت عن ابن عباس ومن قبله عن أبيه وأيضاً عن الإمام عليّ عليه السلام أنّهم كانوا في ريب من صحة إسلام كعب فضلاً عن الأخذ منه. وإليك بعضاً منها :
أ ـ ما روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ـ كما في كتاب أبي رية ( أضواء على السنة المحمدية ) : أنّه كذّاب (٢).
ب ـ ما روي عن العباس بن عبد المطلب : ( قال سعيد بن المسيب : قال العباس لكعب ما منعك أن تُسلم على عهد محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حتّى أسلمت الآن على عهد عمر؟ فقال كعب : إنّ أبي كتب
____________________
(١) تاريخ الطبري ١ / ٦٥ ط٥ دار المعارف ، قصص الأنبياء / ١١ ـ ١٦ط حجازي بالقاهرة سنة ١٣٧١ هـ. ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي السفر الأوّل ٧ / ١٤٤ بتحقيق احسان عباس ط دار الشروق ، واللئالئ المصنوعة للسيوطي وكامل ابن الأثير باختصار وقد نقد الخبرية فراجعه في الجزء الأوّل في أوائله.
(٢) أضواء على السنة المحمدية / ١٢٦.