الأفغاني نشر مقالاً بمجلة الرسالة المصرية قال فيه : انّ وهب بن منبّه الصهيوني الأوّل ، وصححت هذا الرأي بمقال نشر في العدد ( ٦٥٦ ) من هذه المجلة أثبت فيه بالأدلة القاطعة أن كعب الأحبار هو الصهيوني الأوّل ، وما كان هذا المقال ينشر حتّى هبّ في وجهنا شيوخ الأزهر وأمطرونا وابلاً من طعنهم المعروف وقالوا : كيف تصف ( سيدنا كعباً ) بأنّه الصهيوني الأوّل وهو من كبار التابعين وخيار المسلمين ، وممّا يؤسف له إنّهم لا يزالون يذكرون اسمه بالسيادة إلى اليوم ) (١).
أقول : وما دام رحمة الله قد صحّح في مقاله الذي أشار اليه ـ رأي سعيد الأفغاني في جعله وهب بن منبّه هو الصهيوني الأوّل ، وقال : ( أثبتّ فيه بالأدلة القاطعة أن كعب الاحبار هو الصهيوني الأوّل ... ) ، وهبّ في وجههما شيوخ الأزهر فأمطراهما بوابل من طعنهم ، فأنا الآن أكرّر له الرحمة ما دام التصحيح من شأنه ، ولا أمطره إلاّ بوابل من الدعاء بالمغفرة على هفوته في هذا المجال ، وعثرته التي لا تقال ، حيث قال في كتابه ( أضواء على السنة المحمدية ) : ( وفي تفسير الطبري أنّ ابن عباس سأل كعباً عن ( سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى )؟ فقال : إنّها على رؤوس حملة العرش ، وإليها ينتهي علم الخلائق ، وليس لأحد وراءها علم ، ولذلك سُمّيت ( سدرة المنتهى ) لانتهاء العلم بها. هذا ما قاله لتلميذه الثاني ، أمّا تلميذه الأوّل فهو أبو هريرة ... ) (٢).
____________________
(١) شيخ المضيرة / ٩٣ دار المعارف ط٣.
(٢) أضواء على السنة المحمدية / ١٢٣.