قال أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث : ( إسناده صحيح ، كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة ، ثقة قليل الحديث ، وكان شاعراً ، وترجمه البخاري في الكبير ( ٤ / ١ / ٢١١ ) ، وقد اختصر الإمام أحمد الحديث جداً ، فذكر منه مواضع متفرقة ، وقد رواه البخاري مطولا في ( ٦ / ٢٨٣ ـ ٢٨٩ ) عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق ، وروى بعضه في ( ٥ / ٣٣ ) بالإسناد نفسه ، ونقله ابن كثير في التاريخ ( ١ / ١٥٤ ـ ١٥٦ ) عن البخاري ).
ثمّ قال : ( وهذا الحديث من كلام ابن عباس ، وموشح برفع بعضه ، وفي بعضه غرابة ، وكأنّه ممّا تلقاه ابن عباس عن الإسرائليات ). وهذا عجيب منه!! فما كان ابن عباس ممّن يتلقي الإسرائيليات ، ثمّ سياق الحديث يفهم منه ضمناً أنّه مرفوع كلّه ، ثمّ لو سلمنا أنّ أكثره موقوف ، ما كان هناك دليل أو شبه دليل على أنّه من الإسرائيليات ، بل يكون الأقرب ممّا عرفته قريش وتداولته على مرّ السنين ، من تاريخ جدهم إبراهيم وإسماعيل ، فقد يكون بعضه خطأ وبعضه صواباً ، ولكن الظاهر عندي أنّه مرفوع كلّه في المعنى. والله أعلم.
وختاماً نذكر للقارئ ما قاله ابن عباس رضي الله عنه في تحذيره من الأخذ عن أهل الكتاب ، وقد رواه ابن كثير في تفسيره قال : ( وقال الزهري : أخبرني عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، أنّه قال : ( يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتاب الله الذي أنزله