ولولا سيرته عليه السلام فيهم لم تعرف أحكامهم.
قال الراوي : ( كان عبد الله بن عباس بمكة يحدّث الناس على شفير زمزم ونحن عنده : فلمّا قضى حديثه قام إليه رجل من الملأ فقال : يابن عباس إني امرؤ من أهل الشام. فقال : أعوان كلّ ظالم إلاّ من عصم الله منهم ، فسل عما بدا لك؟ قال : يابن عباس إنّي رجل من أهل حمص ، إنّهم يتبرأون من عليّ بن أبي طالب ويلعنونه.
فقال ابن عباس : بل لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً ، ألبُعد قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وأنّه لم يكن أوّل ذكران العالمين إيمانا بالله ورسوله ، وأوّل من صلى وركع وعمل بأعمال البرّ؟!
فقال الشامي : إنّهم والله ما ينكرون قرابته وسابقته ، غير أنّهم يزعمون أنّه قتل الناس ، وإنّما جئتك لأسألك عن عليّ وقتاله أهل لا إله إلاّ الله لم يكفروا بقبلة ولا قرآن ، ولا بحج ولا بصيام رمضان.
فقال ابن عباس : ثكلتك أمك سل عمّا يعنيك ولا تسل عمّا لا يعنيك.
فقال : يابن عباس ما جئت أضرب إليك من حمص لحج ولا لعمرة ، ولكن جئتك لأسألك لتشرح لي من أمر عليّ وقتاله أهل لا إله إلاّ الله.
فقال ابن عباس : ثكلتكم أمهاتكم فلم يقتل إلاّ من استحق القتل.
قال : يابن عباس إنّ قومي جمعوا لي نفقة وأنا رسولهم إليك