ولا إسلام إلاّ أجابهم به. قالوا : ومعاوية لا يشعر بشيء من هذا ، فانتبه فقال للآذن : اءذن لمن بالباب. قال : أو بالباب أحد؟ قال : فأين الناس؟ قال : ذهبوا إلى ابن عباس. قال : هاه قد فعلوها ، نحن والله أظلم منه وأقطع للرحم. اذهب يا غلام فقل له أجب أمير المؤمنين ، فأتاه الرسول. قال : فقال ابن عباس : إنا بنو عبد مناف لا نقوم من عند جليسنا حتّى يكون هو الذي يقوم ، ولكن قد تقاربت الصلاة فإذا صلينا أتينا ) (١).
ولقد جاء في حديث الزبير بن بكار في ( الموفقيات ) فيما حكاه عنه الأربلي في ( كشف الغمة ) : ( قال الراوي ، وافتقد معاوية الناس ، فقيل له إنّهم مشغولون بابن عباس ، ولو شاء أن يضربوا معه بمائة ألف سيف قبل الليل لفعل ) (٢).
ولم ينقطع عطاؤه عن أهل الشام حتّى وهو بعيد عنهم بمكة ، فقد كانوا يرسلون وافدهم فيقصده ويسأل منه ، وسيأتي في إحتجاجاته حديثه مع وافدهم الذي أرسلوه يسألون عن قتال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لأهل القبلة ، وتلك المسألة شغلت بال الكثيرين ممّن لم يهتدوا بنور الإيمان ،
____________________
(١) الحدائق الوردية ١ / ١٠٩ ـ ١١٠.
(٢) كشف الغمة ١ / ٥٦٣ ط حديثه في ايران ، ص١٢٧ط حجرية سنة ١٢٩٤ هـ.
وهو ممّا سقط من النسخة المطبوعة من الأخبار الموفقيات ولم يستدركه المحقق في الضائع منها ، واستدركته عليه في نسختي.