وذكره البخاري في تاريخه الكبير (١) في ترجمة خالد بن صفوان ، وأنّه روى عن زيد بن عليّ عن ابن عباس ، وأحسبه هو السابق عليه ، إذ لا يصح زعم أنّه زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالبعليه السلام لتأخر ولادته بعد وفاة ابن عباس بأكثر من عشر سنين.
٢٤ ـ زيد بن عمر بن الخطاب ، من أم كلثوم بنت عليّ.
قال أبو حاتم الرازي : توفي هو وأمّه أم كلثوم في ساعة واحدة وهو صغير (٢) لا يدرى أيّهما أوّل ، كذا حكاه ابن أبي حاتم في ( الجرح
____________________
(١) التاريخ الكبير ٢ / ق ١ / ١٥٦.
(٢) جاء في الهامش وفيه نظر ، فإن زيداً عاش مدة وتزوج وولد له ولد ، وفي تهذيب ابن عساكر ( ٦ / ٤٨ ) قال الزبير بن بكار : كان لزيد أولاد فانقرضوا ، وذكر له قصة مع معاوية في خلافته ، وإنما مات وهو صغير ابن كان لعثمان بن عفان من رقية بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اسمه عبد الله عن هامش المتن.
أقول : وما أشار إليه المعلق نقلاً عن ابن عساكر في قصة زيد مع معاوية ، ولم يذكرها لأنها تشوه صفحته وتسوّد وجهه.
فإلى القارئ تلك القصة ملخصا :
إن زيد بن عمر وفد إلى معاوية فأجلسه على السرير وهو يؤمئد من أجمل الناس. فبينما هو جالس قال له بسر يا بن أبي تراب ، فقال له : أإياي تعني لا أم لك؟ أنا والله خير منك وأزكى وأطيب ، فما زال الكلام بينهما حتى نزل زيد إلى بسر فخنقه حتى صعد وبرك على صدره ، فنزل معاوية عن سريره فحجز بينهما وسقطت عمامة زيد ، فقال زيد ، والله يا معاوية ما شكرت الحسنى ، ولا حفظت ما كان منا إليك حيث تسلّط عليّ عبد بني عامر ، فقال معاوية : أمّا قولك يا ابن أخي إني كفرت الحسنى فوالله ما أستعملني أبوك إلا من حاجة إلي : وأمّا ما ذكرت من الشكر لله فوالله لقد وصلنا أرحامكم وقضينا حقوقكم وأنكم لفي منازلكم ، فقال زيد : أنا ابن الخليفتين والله لا تراني بعدها أبداً عائداً إليك ، وإني لأعلم أن هذا لم يكن إلا عن رأيك.